بعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة شكر فيها الرب الإله على نِعَمِه وعطاياه التي أفاضها بوفرة على آباء السينودس المقدّس، فكلّل سينودسهم الإستثنائي بالنجاح، وشكر آباء السينودس لتعاونهم وجهودهم.
ولم يغب عن بال غبطته أن يتطرّق إلى الأوضاع المأساوية السائدة في بلاد الشرق المعذّبة، والتي تعاني الحروب والصراعات والنزاعات، سيّما سوريا والعراق ومصر والأراضي المقدّسة ولبنان، سائلاً الله أن يمنّ على الشرق والعالم بأمنه وسلامه، لينعم البشر أجمعون بحياة هائنة وأسعد الأزمنة وأطيب الأيّام، بشفاعة العذراء مريم والدة الإله سيّدة النجاة، ومار أفرام شفيع كنيستنا السريانية، والقدّيسَين الجديدين البابوين يوحنّا الثالث والعشرين ويوحنّا بولس الثاني.
وختم غبطته موعظته مانحاً بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية للكنيسة السريانية أساقفةً وإكليروساً ومؤمنين.
وقبيل ختام القدّاس، حضر صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، واستقبله الكهنة في باحة الدير، وصعد إلى الكنيسة. ثم حضر نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، يرافقه المطران كيريل فازيل سكرتير المجمع، والمونسنيور ماوريسيو مالفستيتي السكرتير المعاون. وانضمّوا جميعاً إلى غبطة أبينا البطريرك وآباء السينودس والكهنة في كنيسة الدير، حيث شارك الجميع بصلوات رتبة السلام بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، والتي تقام عادةً في قداس عيد القيامة المجيدة، برئاسة غبطة أبينا البطريرك، على نيّة إحلال السلام والأمان في الشرق والعالم.
خلال الرتبة، وبعد أداء الصلوات والأناشيد الخاصة بالسريانية، قرأ المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى رسالة مار بولس رسول الأمم بالفرنسية، وتلاه الكردينال ساندري الذي أعلن إنجيل السلام بالفرنسية.
ثمّ أقيم زيّاح الصليب المقدّس نحو الجهات الأربع، تناوب على مراحله الأربع غبطة أبينا البطريرك، ثمّ البطريرك الراعي، يليهما صاحبي السيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني، والمطران مار غريغوريوس الياس طبي.
وفي الختام، تشارك غبطة أبينا البطريرك والكردينال ساندري والبطريرك الراعي في منح البركة.
بعد ذلك، لبّى الكردينال ساندري والبطريرك الراعي وآباء السينودس والكهنة، دعوةَ غبطة أبينا البطريرك إلى مائدة غداء محبّة في الدير، تبادلوا خلالها أحاديث المحبّة والودّ، ليغادر بعدها ساندري والراعي مودَّعين كما استُقبلا بالحفاوة والإكرام.
|