وفي إطار متابعة رسالات الإنتشار، قام الزائر الرسولي مار باسيليوس جرجس القس موسى بجولته الأولى من 11 حتى 26 نيسان 2014، شملت كلاً من فرنسا والسويد والدانمارك. ثمّ انضمّ إلى الوفد البطريركي في روما، الذي ضمّ جميع مطارنتنا السريان برئاسة غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلّي الطوبى، حيث شاركوا بالقداس الذي ترأسه قداسة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس صباح يوم الأحد 27 نيسان، وفيه أعلن قداسة البابوين مار يوحنّا الثالث والعشرين ومار يوحنّا بولس الثاني. وقد عقد آباء سينودس كنيستنا السريانية الكاثوليكية مجمعاً استثنائياً في روما يوم الإثنين 28/4/2014 برئاسة غبطة أبينا البطريرك، لانتخاب مطرانٍ جديدٍ لأبرشية حمص، خلفاً للمثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس جورج كسّاب. وبعد روما، توجّه غبطته يرافقه قسمٌ كبيرٌ من السادة أساقفتنا السريان إلى هولندا، لافتتاح أوّل كنيسة سريانية كاثوليكية مسجَّلة ملكاً قانونياً باسم بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية. وقد تمّ الإفتتاح وتكريس المذبح بقدّاسٍ احتفالي كبيرٍ ترأسه غبطته، يحيط به آباء السينودس، بحضورٍ كثيفٍ من المؤمنين القادمين من أنحاء هولندا وأقطار أوروبا يوم الأحد 4/5/2014. كما أقام غبطته والأساقفة المرافقون قدّاساً آخر للجالية السريانية الكاثوليكية في مدينة كولونيا الألمانية، حضره عددٌ كبيرٌ من السريان القاطنين في محيط مدينة كولونيا.
وفيما يلي محطّات الجولة الأولى من زيارة الزائر الرسولي إلى أوروبا، وهي تشمل الإرسالية السريانية في فرنسا: (الجمعة 11 ـ الأربعاء 16 نيسان 2014):
للسريان الكاثوليك في فرنسا إرساليةٌ عريقةٌ منذ عهد البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، ولللسريان أيضاً كنيسةٌ خاصّةٌ تحت تصرّفهم وحدهم على اسم القدّيس مار أفرام. تقع هذه الكنيسة في شارع الكرمليين في منطقة بالقرب من كنيسة القدّيسة جانفياف (البانتيون)، وهي غير بعيدة عن كنيسة نوتردام في وسط باريس العاصمة. يخدم هذه الكنيسة حالياً الأب إيلي وردة، وله فيها شمامسة، ومنهم شمّاسٌ إنجيلي، كوركيس هدايا، وفيها جوقةٌ عريقةٌ من الفرنسيين يرنّمون بالسريانية. كما تُعقَد في كنيستنا أمسياتٌ للموسيقى الكنسية والكلاسيكية، هدفها خدمة الذوق الموسيقي، إضافةً إلى كونها قناة دعم مادي للخورنة.
كانت أهمّ محطّة في الزيارة، الإحتفال بقداس ورتبة الشعانين في كنيسة مار أفرام صباح يوم الأحد 13 نيسان 2014. وكان التطواف بسعف الشعانين والتراتيل السريانية والعربية في فناء الكنيسة حدثاً مميّزاً اشترك فيه أبناؤنا المتلهّفين إلى ذكريات كنائسهم الأمّ. كما اشترك في احتفال الشعانين رهطٌ من أصدقاء كنيسة مار أفرام من الفرنسيين المعتادين على ارتيادها كلّ أحد ومناسبة. وقد شارك في القدّاس الإحتفالي المونسنيور بريسوليه المنسّق باسم رئيس أساقفة باريس لشؤون الإرساليات الشرقية في فرنسا.
وكان المحور الثاني للزيارة، الإلتقاء ببعض المراجع الكنسية الرسمية. فقد قابل الزائر الرسولي المطران جرجس القس موسى نيافةَ الكردينال أندريه فانتروا رئيس أساقفة باريس، في دار المطرانية المؤقّت، حيث قدّم له نسخةً من كتاب التعيين بتوقيع نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان. وشكر الزائرُ نيافتَه على رعاية أبنائنا الشرقيين عموماً، والسريان منهم خصوصاً، في العاصمة وضواحيها.
كما زار الزائرُ الرسولي كلاً من المطران الجديد للموارنة في فرنسا والزائر الرسولي للموارنة في أوروبا، المطران مارون ناصر الجميّل، في مقرّ إقامته المؤقّت في البيت اللبناني المجاور للبانتيون. كما زار المطران جان تيروز مطران الأرمن في فرنسا.
وخُتِمت الزيارتان بدعوة صاحبي السيادة زميلهما الزائر السرياني إلى مائدتيهما، علامةً للمحبّة والشركة. وقد أقامت مؤسّسة "مبرّة الشرق" مأدبة غداءٍ على شرف الزائر الرسولي السرياني في مقرّ المؤسّسة في باريس، دعت إليها المطرانين الشرقيين الماروني والأرمني، والمونسنيور بريسوليه المسؤول عن الجاليات الشرقية في باريس وضواحيها، والخوراسقف روفائيل قطيمي، الناجي من مجزرة كنيسة سيّدة النجاة في بغداد، وهو لا يزال يتلقّى العلاج والعناية في باريس برعاية الأب باسكال كولنيش رئيس "ميرّة الشرق".
كما التقى الزائر السرياني بالمونسنيور بطرس يوسف النائب البطريركي للكلدان في فرنسا.
وكان محور الحديث في هذه اللقاءات سُبُل التعاون والعمل بين الجاليات الشرقية، وتبادُل الخدمة الراعوية والليتورجية لأبنائنا المغتربين، خاصةً حينما لا يتواجد في منطقةٍ ما سوى كاهنٌ من طقس واحد. هذا وقد أقام مار باسيليوس جرجس القداس بحسب الطقس السرياني باللغة الفرنسية لراهبات بيت لحم في باريس، وهنَّ جمعية رهبانية تأمّلية لها عدّة فروعٍ في فرنسا وفي الأراضي المقدّسة.
وكان الأب إيلي وردة كاهننا الهمام في باريس قد ختم احتفال الشعانين بالدعوة إلى غداءٍ تكريمي للزائر الرسولي السرياني في مطعمٍ قريبٍ من كنيستنا، دعا إليه المونسنيور بريسوليه وبعض الأصدقاء من العاملين في "مبرّة الشرق". وفي كلّ لقاءات المطران الزائر السرياني الرسمية وتنقّلاته وزياراته، كان الأب إيلي وردة النجمَ المرافقَ المتألّقَ الطيّب. وقد عقد المطران الزائر السرياني معه عدّة جلسات حوارٍ وعملٍ حول شؤون الإرسالية السريانية في باريس وحُسنِ سيرها في أجواء المحبّة والإنسجام والثقة.
|