الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
الزيارة الأولى إلى الدنمارك للمطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أوروبا

 
 
   

    ننشر فيما يلي محطّات الزيارة الأولى التي قام بها سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا، إلى الدنمارك، خلال الفترة الممتدّة من الخميس 24 حتّى السبت 26 نيسان 2014:

 

    غادر سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا، مدينة فيكشو في السويد، بسيّارة الأب سامر الصائغ يوم الخميس 24 نيسان 2014 إلى الساحل السويدي قبالة الدنمارك. وهناك كان الشمّاس طلال عنائي بانتظار المطران الزائر السرياني، وعبرا بالباخرة سويّةً منها إلى الدنمارك، حيث حلّ المطران الزائر ضيفاً على الشمّاس طلال في مدينة هلسنبورغ بالدنمارك.

    لقد كان الهدف الأساس من زيارة الدنمارك هو جسّ النبض والبحث مع مطران الدنمارك الكاثوليكي في إمكانية إرسال كاهنٍ سرياني كاثوليكي مقيم لخدمة الجماعة السريانية والشرقيين الآخرين في هذا البلد. وقد استقبل المطرانُ جسلاف كوزون المطرانَ الزائرَ السرياني في دار المطرانية الكاثوليكية بعد ظهر يوم الجمعة 25 نيسان، وتباحثا سويةً، بحضور الشمّاس طلال وعضو من المجلس الراعوي الكاثوليكي المحلّي، في مشروع استقدام كاهنٍ سرياني كاثوليكي للخدمة الراعوية في الدنمارك. فكان المطران الكاثوليكي متفهّماً واستقبل الفكرة بالتأييد المبدئي، وطلب منهم تقديم إحصائية مبدئية للرعايا السريان الكاثوليك ومناطق تواجدهم. وسيُستقبَل الكاهن السرياني بالشروط ذاتها التي يعمل بها سائر الكهنة الشرقيين الكاثوليك في البلاد، أي أنّه سيكون تحت تصرُّف وسلطة المطران اللاتيني وفي رعايته المادية كاملةً، وذلك لخدمة أبناء كنيسته أوّلاً، ثمّ لخدمة الشرقيين الآخرين.

    بعد هذا اللقاء الودّي، أقام المطران الزائر السرياني القدّاس الإحتفالي بالطقس السرياني في كنيسة سان جورج في كوبنهاكن، بحضور المطران كوزون نفسه بحلّته الكنسية الرسمية. ولمصادفة موعد القدّاس في وقت دوام العمل وفي وسط الأسبوع، كان الحضور أقلّ من المتوقَّع. ومع ذلك، التقى الجميع بعد القدّاس في غداء المحبّة في قاعة الكنيسة، وقد شارك المطران جيسلاف كوزون شخصياً ببساطةٍ ودماثة خلق.

    حضر القدّاس ورافق المطران الكاثوليكي قسّيسٌ قد انتقل حديثاً من البروتستانتية إلى الكنيسة الكاثوليكية، علماً أنّ زوجته لا تزال قسّيسة لوثرية. أمّا ظاهرة عبور مؤمنين وشخصياتٍ كنسيةٍ بروتستانتيةٍ مهمّةٍ إلى الكنيسة الكاثوليكية، فهي ظاهرةٌ بارزةٌ في الأقطار الإسكندنافية. غير أنّ الكنيسة الكاثوليكية فيها تبقى أقلّيةً عدديةً، وفي السنوات الأخيرة جاءت الجاليات الشرقية لتعطيها زخماً جديداً وثقلاً عددياً بارزاً ومتميّزاً.

 

    بهذه الزيارة، ختم سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى جولته الراعوية الأولى كزائرٍ رسولي في أوروبا. وقد ركّز سيادته في مواعظه، كما فعل في كلّ مداخلاته أثناء هذه الزيارة، على النقاط التالية:

    أوّلاً: موضوع الشهادة والمشاركة الفعلية التي يُدعى إليها مؤمنونا الشرقيون في إنعاش الكنائس المحلّية، وبأنّهم ليسوا فقط طلاب حرية وكرامة وحقوق، وإنّما لهم رسالة كنسية وتبشيرية حقيقية في أقطار الإنتشار. على نحو ما فعل المسيحيون الأوّلون لدى تشتُّتهم وانتشارهم خارج أورشليم على أثر الإضطهاد الأوّل، كما جاء في الفصل الثامن من كتاب أعمال الرسل.

    ثانياً: موضوع يستوجب الإنتباه لدى أبنائنا وبناتنا المغتربين، وهو عيش المحبّة والألفة والتضامن فيما بينهم. فهناك خطران يترقّبانهم، وهما: المنافسة والتظاهر بمظاهر النعمة واستعراض الذات أمام المغتربين الشرقيين الآخرين، ولا سيّما من أبناء أوطانهم، والتكتّلات الضيّقة المنغلقة على أبناء البلدة الفلانية أو القطر الفلاني دون سواهما، أو مراقبة ما يفعل فلان وما قالت فلانة. والأمران ينعكسان سلباً على الأداء المسيحي لشهادتهم، وقد ينعكس ذلك على حياتهم الإيمانية والكنسية أيضاً.

    ثالثاً: أمرٌ إيجابي ثالثٌ ينجم عن مثل هذه الزيارات الراعوية، وهو إنعاش الروابط الروحية بين المؤمنين وبين كهنة رسالات الإنتشار. وقد طرح سيادته فكرة عقد لقاءاتٍ دوريةٍ عامّةٍ للكهنة السريان في بلاد الإنتشار الأوروبي، ليومين أو ثلاثة، يتناوب فيها عنصر الصلاة ومعالجة شؤون الخدمة الراعوية والليتورجية في بلاد الإنتشار. ذلك أنّ المطران الزئر السرياني، وإن لم تكن له صلاحياتٌ إداريةٌ من ناحية القانون الكنسي، فدوره هو دور المنسّق والمرشد، وهو بمثابة رمز الوحدة والإنتماء إلى الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأمّ، وجسر وصلٍ بين رعايا الإنتشار والبطريركية، لأنّ إرساليات الإنتشار هي من الحق البطريركي.  

 

إضغط للطباعة