وكان في استقبال غبطته نيافة المطران هيلاريون ممثّلاً قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا الموجود خارج البلاد، والمطران هيلاريون نفسه هو مدير مكتب العلاقات الخارجية في البطريركية الروسية الأرثوذكسية، بحضور الأب أرسين Hegoumene Arsene Sokolov، المعتمَد البطريركي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية لدى الكرسي الأنطاكي للروم الأرثوذكس، والذي يقيم في لبنان، وعدد من أعضاء مكتب العلاقات الخارجية في البطريركية الروسية.
في مستهلّ اللقاء رحب نيافة المطران هيلاريون بغبطته ومرافقيه باسم قداسة البطريرك كيريل الموجود خارج روسيا، مؤكّداً اهتمام الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا بأوضاع المسيحيين في الشرق كأولوية، إذ أنّ الوجود المسيحي في هذه المنطقة هو ضرورة حتمية ووجودية.
وأشار نيافته إلى أنّ الكنيسة الارثوذكسية الروسية تابعت ولا تزال تتابع هذا الموضوع مع الحكومة الروسية، محاولةً تغيير الوضع المأساوي للمسيحيين في الشرق وتحسينه، انطلاقاً من الإيمان بوجوب وقوف الغرب إلى جانب شعوب الشرق التي تقرّر مصيرها، ومساندة هذه الشعوب، وفي مقدّمتها المسيحيون الذين هم مكوِّنٌ مؤسِّسٌ وهم أصحاب الأرض.
فردّ غبطة أبينا البطريرك يونان شاكراً نيافة المطران هيلاريون على ترحيبه واستقباله، منوّهاً إلى أنّ زيارته إلى روسيا تأتي في إطار شكر الكنيسة والحكومة على مواقفهما الداعمة للحضور المسيحي في الشرق. كما تأتي هذه الزيارة كرسالةٍ للسياسيين إنّنا نحن المسيحيون في الشرق، وخاصةً السريان والكلدان والآشوريون، نعاني ما نعانيه من الأوضاع المتأزّمة، خاصةً ما جرى في العراق وما يجري حالياً من أزمة كبرى في سوريا، ممّا يؤثّر سلباً على وضع الأقلّيات المسيحية في الشرق.
وأشار غبطته إلى أنه البطريرك الوحيد الذي زار العراق بعد سقوط النظام العراقي عام 2003 حتى الآن لعشر مرّات، حيث لمس شخصياً الوضع المأساوي هناك. واعتبر أنّ المشكلة الأساسية التي يعانيها مسيحيو الشرق هي هجرة الشباب، الذين لا يمكن إقناعهم بالبقاء بعد أن فقدوا الأمل بمستقبلٍ مشرقٍ، مع أنّنا نحاول بثّ روح الرجاء بينهم بغدٍ أفضل.
كما نوّه غبطته إلى أنه قد زار سوريا لأربع مرّاتٍ في الأشهر الأخيرة، خاصةً حمص ودمشق وريفها، وأنّه كأحد الرؤساء الأربعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، يحاول مع الرؤساء الكنسيين الآخرين إعطاء كلمةٍ واحدةٍ وموقفٍ واحدٍ في موضوع الحضور المسيحي في الشرق.
وطلب غبطته من المطران هيلاريون نقل سلامه ومحبّته وشكره وامتنانه، باسمه الشخصي وباسم الكنيسة السريانية الكاثوليكية سينودساً وإكليروساً ومؤمنين، وباسم مسيحيي الشرق، إلى قداسة البطريرك كيريل، مثمّناً مواقفه خاصةً لدى زيارته لبنان، سيّما فيما يتعلّق بالأقلّيات المسيحية والحرّيات الدينية في الشرق، وقد عبّر عنها قداسته في كتابه عن الحرّيات الدينية.
ولم يغب عن الحديث موضوع المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، إذ طلب غبطته مجدَّداً من المطران هيلاريون، استمرار مساعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وحثّها الحكومة الروسية على العمل لإطلاق سراحهما مع جميع المخطوفين من كهنة وعلمانيين.
وأهدى غبطته للمطران هيلاريون الميدالية البطريركية.
وبعد التقاط الصور التذكارية، غادر غبطته مع الوفد المرافق، على أمل اللقاء بنيافة المطران هيلاريون قريباً في الشرق.
|