في بداية القداس، ألقى سيادة المطران يوسف حبش كلمة رحّب فيها بغبطته والوفد المرافق، شاكراً إيّاه لقيامه بزيارة هذه الرعية وهذه الكنيسة للمرّة الأولى بعد تقديسها، منوّهاً إلى ما يقوم به غبطته في سبيل إيصال حقيقة الأوضاع في الشرق، وبخاصة ما يتعرّض له المسيحيون في العراق وسوريا، إلى المحافل الدولية ومراكز القرار.
وبعد الإنجيل المقدّس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، شكر في مستهلّها الله الذي أهّله أن يحتفل بالقداس الإلهي للمرّة الأولى في هذه الكنيسة الجديدة بعد تقديسها العام الماضي، معرباً عن فرحه وافتخاره بكاهن هذه الرعية وبمجلسها وأعضائها الذين سعوا جاهدين لاقتناء هذه الكنيسة وهذا المركز، وقيّض الله لهم النجاح في مسعاهم، مشجّعاً إيّاهم على الإستمرار في خدمة بيت الرب وتمجيد اسمه القدوس بقلب واحد وروح واحدة.
ثم تطرّق غبطته إلى الأوضاع الراهنة في بلاد الشرق، وما يعانيه المسيحيون خاصةً في العراق وسوريا من تهجير وعنف وظروف قاسية جداً، مستعرضاً أبرز ما قام به غبطته من تحرّكات ولقاءات ومقابلات لرفع الصوت عالياً وإيصال معاناة المسيحيين في الشرق إلى المرجعيات الدولية والرأي العام العالمي، سائلاً الله أن يحرّك الضمائر ويمنّ على بلاد الشرق بالأمن والسلام وعلى شعوبها بالطمأنينة والإستقرار، مشجّعاً أبناء الرعية على التضامن مع إخوتهم وأخواتهم في الشرق معنوياً ومادّياً.
ولم ينسَ غبطته أن يثني على إيمان أبناء هذه الرعية والتزامهم بكنيستهم، وغالبيتهم من القادمين الجدد إلى الولايات المتّحدة من العراق، حاثّاً إيّاهم على التمسّك بإيمانهم وتقاليدهم وتراثهم الأصيل في بلاد نشأتهم، وعلى اللغة السريانية لغة كنيستهم وشعبهم، ونقل كلّ هذه المبادئ والتعاليم السامية إلى الأجيال الصاعدة.
وقبل انتهاء القداس، وجّه كاهن الرعية الأب صفاء حبش كلمة شكر لغبطته على ترؤّسه القداس ومباركته للكنيسة والرعية، شاكراً إيّاه على تبرّعه السخي الذي قدّمه لتأثيث مركز التعليم المسيحي وتجهيزه، ومتمنّياً لغبطته زيارة ناجحة إلى الولايات المتّحدة وكندا، وعودة بالسلامة إلى مقرّ الكرسي البطريركي في لبنان.
وبعد أن منح غبطته البركة الختامية بمشاركة الأسافقة، انتقل الجميع إلى صالة كبرى مجاورة للكنيسة، حيث بارك غبطته مأدبة الغداء التي دعت إليها الرعية بهذه المناسبة المباركة، حيث تبارك منه المؤمنون وأخذوا معه الصور التذكارية.
وقد أجرى غبطته مقابلة مع تلفزيون "الماس" العائد لأبرشية ديترويت الكلدانية، تناول فيها أوضاع المسيحيين في الشرق وبخاصة في العراق وسوريا، سائلاً الله أن يمنّ على هذه المنظقة المعذّبة بانتهاء الحروب والنزاعات وإحلال الأمن والسلام.
وفي فجر اليوم التالي، الإثنين 28 تمّوز، غادر غبطته ديترويت متوجّهاً إلى جاكسونفيل ـ فلوريدا، يرافقه الشمّاس حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، قبل الإنتقال إلى كندا حيث المحطّتان الأخيرتان من زيارته الراعوية في مونتريال وأوتاوا.
|