الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
البيان الإعلامي الصادر عن أمامة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية حول رسالة الميلاد لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان

 

ننشر فيما يلي نص البيان الإعلامي الصادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، والمتضمّن أبرز ما جاء في رسالة عيد الميلاد المجيد، التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى:

 

الرقم: 78/أس/2014

التاريخ: 23/12/2014

بيان إعلامي

صدر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية البيان الإعلامي التالي:

رسالة عيد الميلاد لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان

توجّه صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بالرسالة السنوية لمناسبة عيد القيامة المجيدة، بعنوان "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"، جدّد فيها التأكيد على أنّ ميلاد الرب يسوع هو بشرى الفرح، وبداية الخلاص بالمسيح الممجَّد، وأساس السلام الشامل المبني على روح التضامن والعدالة، وهو يبعث الرجاء بين الناس حتّى في خضمّ المحن والإخفاقات.

وتناول غبطته الأوضاع المأساوية في منطقة الشرق الأوسط، فقال: ".. وعلى الأرض السلام..!، ومَن منّا لا يتساءل أين ذاك السلام الذي حمله المسيح الرب، كم يحتاج عالمنا اليوم إلى روح السلام لتحلّ على أوطاننا، وقادتنا وحكّامنا، فيفيض السلام في بلادنا،فأين هو السلام العادل والشامل الذي أراده الله لكلّ الناس؟ عندما نرى الصراعات الأهلية تتكرّر وتزداد همجيةً في بلدانٍ عديدةٍ من منطقتنا، وعندما تطالعنا الأخبار عن قمع الحرّيات واضطهاد الضعفاء وتهجير الأبرياء، وعن مسلسلات العنف والقتل ودوس الكرامات..!

وتابع غبطته: "ألا يحقّ لنا التساؤل أين بقيت كرامة الإنسان في عددٍ كبيرٍ من بلدان شرقنا المتوسّط؟ وإلى متى يبقى العالم صامتاً إزاء الجرائم التي تُرتكَب باسم الدين، إذ يقع الملايين من المواطنين المسالمين ضحايا التكفير والتعصّب والجهل والكراهية!". 

واستعرض غبطته معاناة شعوب الشرق "من لبنان إلى العراق، مروراً بسوريا وفلسطين، شعوبنا تعاني من الحروب والإضطهاد والقتل والتشريد". وأردف قائلاً: "تدمع عيوننا وتتفطّر قلوبنا عندما نعاين، رغم أنّنا في الألفية الثالثة، تلك المجموعات الإرهابية التكفيرية تعيث الفساد من حولها وتفتك بالبشر والحجر، وتعود بنا إلى عصر الظلمات، وتحكم بقتل الناس وذبحهم لمجرّد أنّهم لا يقرّون بما تؤمن به. هذه الجماعات غريبةٌ عن تاريخ منطقتنا حيث عاش المسيحيون والمسلمون منذ مئات السنين جنباً إلى جنبٍ في القرى والمدن والبلدان، رغم تخلّف الأنظمة في غالبيتها القصوى عن اللحاق بركب التمدُّن ونشر مساواة المواطنة الكاملة بين الجميع على اختلاف إنتماءاتهم الدينية والعرقية والمذهبية".

وتطرّق غبطته إلى الوضع العام في "وطننا الحبيب لبنان، حيث الأزمات السياسية والأمنية والإجتماعية والإقتصادية تعصف به من كلّ حدبٍ وصوبٍ وتكاد تنسي الشعب أنّنا في زمن العيد. فلا رئيس للجمهورية قد انتُخِب، ولا جنودنا الأبطال قد حُرِّروا، والخاطفون يهدّدون أهلهم يومياً بذبحهم. كما أنّ فضيحة الفساد الغذائي، إن لم يتداركها المسؤولون قد تنذر بالوبال على صحّة المواطن وسمعة لبنان السياحية. وكأنّ لبنان، هذا الوطن الكبير في صغر مساحته والمميَّز بين بلدان المنطقة بالإنفتاح والتعدُّدية والمساواة والحرّية، لم تكفِهِ الأزمات الإقتصادية المتتابعة، والتي زادها تعقيداً وجود ملايين النازحين، فجاء مَن يهزّ كيانه وميثاقه بالتهديدات المذهبية المكفّرة، وبالإعتداءات الإجرامية من قتلٍ وخطفٍ لقواه الأمنية وتفجيراتٍ في ساحاته وشوارعه".

وتوجّه بالصلاةإلى الله "كي تجلب السنة الجديدة تجديداً للسلطة الدستورية، فيُصار إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، ويُقَرُّ قانونٌ جديدٌ للإنتخابات النيابية لا يهمّش أيّ مكوّنٍ من مكوّنات الوطن، وتحصل الإنتخابات وهي من التجلّيات الأساسية للديمقراطية، بحيث تساهم في الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا، وعلى الإستقرار الإجتماعي والتآخي الوطني".

وحول ما يجري في العراق، قال غبطته: "إنّنا ننظر إلى مكوّنات الشعب العراقي الممزّق، ونبكي مع الباكين من أعضاء كنيستنا المتألّمة في أرض الرافدين. عشرات الآلاف من المشرَّدين والمهجَّرين داخل وطنهم، وأمثالهم من النازحين طلباً للجوء في البلدان المجاورة، فكيف لا تدمى قلوبنا وأجراس كنائسنا في الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، وللمرّة الأولى منذ فجر المسيحية، لا تقرع فرحاً بولادة المخلّص، إذ أُرغم المطران والعشرات من الإكليروس والراهبات والرهبان مع الآلاف المؤلّفة من المؤمنين على النزوح إلى العراء بسبب ظلم الإرهابيين التكفيريين من غريبٍ وقريب!". 

ودعا غبطته "المسؤولين من ذوي الإرادات الصالحة محلّياً وإقليمياً وعالمياً، للعمل الجادّ والدؤوب بغية تحرير هذه المناطق المغتصَبة، ليعود المسيحيون الذين لا ذنبَ لهم، إلى قراهم وبلداتهم وكنائسهم. ومع أنّنا ندرك أوضاع أهلنا المأساوية، نقول لهم: لا تخافوا، فإنّ الفجر قريبٌ، والخلاص آتٍ، ولا بدّ لإله الخير أن يقهر إبليس وجنوده، فتعودوا إلى أرض الآباء والأجداد. إنّها أرضكم، أرضٌ مقدَّسةٌ تستأهل أن تعودوا إليها، رغم هول الخيانات التي حلّت بكم وفداحة الآلام والمآسي التي ألمّت بكم ظلماً، لتعيشوا فيها الشهادة لإنجيل المحبّة والسلام".

وعن الأحداث الدائرة في سوريا، توجّه غبطته إلى الشعب السوري المتألّم، مشاركاً إيّاه "من أعماق القلب لما أصابه ويصيبه من نزاعاتٍ وخضّات عنفٍ وحربٍ مدمّرةٍ منذ أربع سنوات. صراعاتٌ بين الأشقّاء غذّاها الحاقدون، فلم تُبقِ ولم تذر، دماراً للحجر وتنكيلاً بالبشر. والعالم بعضه محرِّضٌ متآمرٌ، وبعضه متفرِّجٌ جبان، حتّى لم تعد سوريا ذاك الوطن الذي عهدناه، ألم يحن الوقت كي يتحرّك المجتمع الدولي ويقوم بمبادراتٍ إيجابيةٍ تنهي مأساة هذا الشعب!"

وصلّى غبطته في زمن الميلاد مع الشعب السوري متضرّعاً "إلى طفل بيتَ لحمَ الإلهي، أن يشفق على الملايين من الابرياء، من مقيمين ونازحين، كي يعودوا إلى ضمائرهم ويتواكبوا مع ذوي النوايا الحسنة والإرادات الصالحة في مسيرة المصالحة والحوار والتآخي رحمةً ببلدهم وبحضارته الإنسانية العريقة".

وناشد غبطته "الضمير العالمي ببذل الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصة المطرانين يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة".

وتقدّم غبطته بالتهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد إلى أبناء الكنيسة السريانية في الأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وفي بلاد الإنتشار، أوروبا وأميركا وأستراليا، متمنّياً للعالم بأسره وبخاصة للشرق المعذَّب، سلاماً وأماناً نابعاً من الطفل الإلهي أمير السلام.

 

إضغط للطباعة