صباح يوم الثلاثاء 6 كانون الثاني 2015، وهو عيد الدنح (الغطاس)، أي ذكرى عماد الرب يسوع في نهر الأردن على يد يوحنّا، وببادرة محبّة وحنان أبويين، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بمنح سرّ العماد المقدّس لأحد عشر طفلاً وطفلةً من أبناء الجالية العراقية السريانية في لبنان، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس النوراني في الكرسي البطريركي ـ المتحف ـ بيروت، ما جعل عيد الدنح هذا العام مناسبةً مميّزةً لمئات العائلات السريانية النازحة والمهجَّرة قسراً من الموصل وسهل نينوى منذ حزيران المنصرم.

    عاون غبطته في هذه الرتبة الأب فراس دردر مرشد اللاجئين العراقيين، والأب حبيب مراد أمين السرّ في البطريركية، بحضور جمعٍ كبيرٍ من أهالي المعتمدين الجدد وذويهم وأقربائهم.

    وفي موعظته، ذكّر غبطته الأهل والأقارب والأصدقاء المجتمعين برسالة الحبّ والإيمان والرجاء التي يعطينا إيّاها الرب في كلّ مرةٍ تمنح الكنيسة الأمّ سرّ الولادة الروحية لأطفالٍ بحسب إيمان والديهم، حتّى في الأوقات الأشدّ ألماً وقسوةً في الحياة، كما هي حال التهجير القسري والإقتلاع من الأرض للعائلات الشابّة.

    وتضرّع غبطته إلى الرب يسوع، أمير السلام، أن يمنح نعمة الشجاعة والتعزية للعائلات المجهَّرة، وأن ينعش روح الرجاء الثابت في قلوب الشباب والصغار بالعودة، كي يتمكّنوا من الرجوع يوماً إلى بلدهم الأمّ، ويصيروا صانعي سلام ومحبّة وأخوّة.

    وبعد مسحهم بالميرون المقدّس، وتكليل هاماتهم، طاف غبطته حول المذبح، يحيط به الأطفال المعمَّدون وعرّابوهم. ثمّ باركهم غبطته، متمنّياً لهم جميعاً حياةً ملؤها الخير والبركة والرجاء بمستقبلٍ باهر.