في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد 8 شباط 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد تذكار الموتى المؤمنين، على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة في الغدير ـ بغداد.
عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة المطرانان مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، والأب أفرام كذيا كاهن الرعية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وخدم القداس شمامسة الرعية وجوقتها بالأصوات الشجية، وسط حضور كثيف لمئات المؤمنين غصّت بهم الكنيسة الواسعة وباحتها الفسيحة في عرس روحي بهيج أثلج القلوب في خضمّ أيّام المحنة.
بعد الإنجيل المقدّس، ارتجل غبطته موعظة روحية مؤثّرة، استهلّها بالتعبير عن عمق محبّته واعتزازه بأبناء هذه الرعية المباركة:
"جئنا إليكم كي نعبّر عن محبّتنا الخالصة لكم، أنتم يا من تسعون كي تحافظوا على وديعة الإيمان والرجاء والمحبّة، بالرغم من كلّ المصاعب والتحدّيات والمعاناة التي عانيتموها ولا تزالون تعانونها في هذه الأوقات العصيبة. كما تعلمون، ليست المرّة الأولى التي نأتي بها إليكم، ونبقى دوماً فخورين بكم. نحن نقدّم هذا القداس على نيّاتكم، كما نقدّمه من أجل راحة نفوس موتاكم الراقدين".
وتابع غبطته: "لا تخف أيها القطيع الصغير، نعم نحن سنبقى كما كنّا قطيعاً صغيراً، ليس فقط في هذا البلد العراق العزيز على قلبنا، ولكن أيضاً في هذه المنطقة، منطقة بلدان الشرق الأوسط، وهذا لا ننكره...".
وشدّد غبطته على اتّباع الرب يسوع بالرغم من قلّة عددنا ككنيسة في الشرق: "يسوع يتكلّم عن القطيع الصغير الذي يحيا حبّاً به، متعلّقاً بإنجيله، وشاهداً لمحبّته على هذه الأرض. وهؤلاء الذين تبعوا الرب يسوع كانوا أقلّيةً، وهناك الكثيرون يدّعون أنّهم مؤمنون، ولكن للأسف يسوع ليس في أولوياتهم".
وتساءل غبطته: "نحن نبحث ونفكّر: هل يا تُرى نبقى أو لا نبقى؟ هل يا تُرى القطيع الصغير يبحث فقط عن الحياة الأرضية، أم يسعى لبناء ملكوت السماء، ملكوت المحبّة؟"، مؤكّداً "أنّنا سنبقى مكوّناً صغيراً كما أنّ الخميرة في العجين هي القطعة الصغيرة".
وتكلّم غبطته عن الأوضاع الحالية العصيبة: "صحيحٌ أنّنا لا نزال نتألّم لأنّ هناك بلداً لم يتسقرّ بعد، ونعلم كم من الشهداء والشهيدات قدّم هذا البلد، ونذكر نحن الكنيسة المسيحية، لأنّنا كنّا ولا نزال أقلّيةً. ولكن عندما ننظر إلى الملكوت، عندئذٍ نستطيع أن نرى بعين الإيمان ماذا علينا أن نفعل.
لا نخفي عليكم هذا الواقع الأليم في اتّخاذ القرارات، ولكن تذكّروا ماذا قال الرب يسوع: لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض".
غبطته موعظته بالقول: "إنّنا سنبقى ذوي الإيمان المتوقّد ونشهد للرب يسوع، متذكّرين في سفر أعمال الرسل كم كان المسيحيون يحبّون بعضهم بعضاً ويُعرَفون بالمحبّة الأخوية.
نطلب من الرب يسوع أن يجمعنا تحت جناحي أمّه مريم العذراء، والشهداء هم مثالنا، وإن كنّا ذاك القطيع الصغير".
وبعد البركة الختامية، تقدّم جميع المؤمنين من غبطته لنيل بركته الأبوية، والتقطت الصور التذكارية.
|