في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم أحد الشعانين الواقع في 29 آذار 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بقداس عيد الشعانين في كنيسة مريم الطفلة ـ جونيه ـ كسروان، يعاونه الأب جوزف شمعي كاهن الرعية، والأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية. وخدم القداس شمامسة الرعية والشمامسة الإكليريكيون، بحضور جموع من المؤمنين من أبناء الرعية قدموا للمشاركة بفرح في هذه المناسبة الروحية، وعدد من العائلات من أبناء الجالية العراقية في لبنان.
في بداية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة تبريك الأغصان، شملت القراءات المقدسة والترانيم السريانية المميّزة والخاصة بهذا العيد، وفي نهايتها بارك غبطته أغصان الزيتون لتكون بركة لآخذيها وبيوتهم وعائلاتهم.
وبعد الرتبة، ألقى غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن حدث دخول يسوع إلى أورشليم واستقبال الشعب له بسعف النخل وأغصان الزيتون استعداداً لآلامه وموته الكفّاري، وقد فرش الناس أمامه أثوابهم هاتفين: "مبارك الآتي باسم الرب، أوشعنا لابن داود".
وركّز غبطته على أنّ مملكة يسوع تتّصف بشمولية فداء يسوع، وتتحقّق بواسطة ذبيحة الصليب.
ثم انتقل يشرح ميّزات رتبة تبريك الأغصان في يوم عيد الشعانين، مشدّداً على التواضع والمحبّة والسلام. فيسوع لم يدخل أورشليم كالفاتحين، وإنما راكباً جحشاً بتواضع فائق، وهو الذي أحبّ العالم حتى بذل نفسه فداءً عن البشرية، وسالم بين الناس وبينهم وبين الله.
وهنّأ غبطته الأطفال والشباب والعائلات بهذا العيد، سائلاً يسوع، في هذا يوم دخوله إلى أورشليم، أن يدخل "أورشليم نفوسنا وعائلاتنا وكنيستنا ومجتمعاتنا ومدننا وبلادنا، ويزرع فيها المحبّة والسلام، ويجمّلنا بالتواضع والوداعة، لكي نراه ببراءة الأطفال، ونرى جمال صورة الله في كلّ إنسان".
وتضرّع غبطته إلى الله أن يهب عالمنا وشرقنا أمنه وسلامه، "فيمارس المسؤولون واجباتهم بإخلاص وبروح الخدمة النزيهة، ويوقفوا الحروب والخلافات والنزاعات، ويحقّقوا العدل ويبنوا السلام، ويصونوا كرامة الإنسان، لتسود المحبّة والألفة والوفاق بين الناس. وامنح يا ربّ رعاة كنيستك من أنوار روحك القدّوس الحكمة والفطنة، ليرعوا شعبك بالقدوة الصالحة، ويسيروا به وسط بحر هذا العالم المضطرب، فيبلغ ميناء الأمان والخلاص. وها نحن ندخل أسبوع آلامك الخلاصية بالوعد أن نضحي جميعاً مستعدّين للقائك أيّها العريس السماوي، فنرفع جميعنا نشيد المجد والتسبيحلك ولأبيك المبارك وروحك القدوس، في سرّ وحدة الثالوث الأقدس، آمين".
وبعد القداس، طاف غبطته في زياح مهيب إلى الشارع العام المحاذي للكنيسة، فيما الجميع يرنّمون تراتيل الأوشعنا، ليختمه غبطته بمنحهم بركته الرسولية الأبوية. وقد تقدّم الأطفال إلى غبطته ونالوا بركته والتقطوا معه الصور التذكارية.
والجدير بالذكر أنّ القداس أقيم في القاعة الكبرى تحت الكنيسة التي هي في طور الإنجاز وستكون على اسم مريم سيّدة فاتيما.
|