ظهر يوم الإثنين 11 أيار 2015، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، سعادة سفيرة كندا الجديدة في لبنان ميشال كاميرون، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي في المتحف ـ بيروت، يرافقها السفير جورج سيام، وبحضور الأساقفة والكهنة في البطريركية.
وخلال اللقاء، عرض غبطته الأوضاع العامة في الشرق، وبخاصة موضوع الحضور المسيحي فيه، مطالباً بضرورة تحقيق مبدأ العدالة والمواطنة للجميع، والمساواة بين كافة فئات المجتمع في كلّ بلدٍ من بلدان الشرق، وبخاصة إعمال وتطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة، داعياً إلى ضرورة إحلال السلام والأمان والطمأنينة والإستقرار في الشرق برمّته.
فتكلّم غبطته عن الأوضاع الراهنة في لبنان وما يتخبّط فيه من أزمات، أبرزها عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ونحن على مشارف بدء السنة الثانية للشغور الرئاسي، فضلاً عن الأوضاع الإقتصادية الصعبة، والتهديدات الأمنية والأخطار المحدقة من جراء المنظّمات الإرهابية والمتطرّفة.
كما تحدّث غبطته عن الأزمة في سوريا التي دخلت عامها الخامس، وما حلّ بالبلاد من دمار وبالناس من قتل وتشريد وتهجير، كلّ ذلك بحجّة نشر الديقراطية.
وتناول الأوضاع في العراق سيّما ما حلّ بأبناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى خاصةً بعد التهجير القسري والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد، ممّا اضطرّهم إلى النزوح والهجرة داخل البلاد وخارجها، ومنهم كثيرون قدموا إلى لبنان.
كما أسهب غبطته في شرح معاناة المهجَّرين في لبنان واللاجئين من العراق وسوريا، مشيراً إلى ما تقدّمه لهم البطريركية من مساعدات واهتمام راعوي ومادي، وقيامها مؤخّراً بفتح مدرسة لتعليم أبناء اللاجئين العراقيين كيلا يخسروا سني الدراسة.
وقد أطلع غبطته السفيرة على برنامج زيارته إلى كندا في مطلع أيلول القادم، حيث سيحتفل في العاصمة أوتاوا باليوبيل المئوي لذكرى مذابح الإبادة التي تعرضّ لها السريان، باحتفال رسمي وشعبي، وكذلك سيقوم بزيارات راعوية إلى مونتريال وتورونتو.
وأبدت السفيرة تفهّمها لما طرحه غبطته، وتعاطفها مع المحن والصعوبات التي يعانيها اللاجئون المهجَّرون من العراق وسوريا، مؤكّدةً أنّ كندا دولة ديمقراطية وهي لا تتدخّل في شؤون الدول الأخرى إنما تدعم قضايا العدالة والسلام.
وإذ شكرت السفيرة غبطته لاستقباله وشفافيته في عرض الأوضاع الراهنة، ورحّبت بزيارة غبطته إلى كندا، شكرها غبطته معرباً عن سروره بزيارتها، ومتمنياً لكندا حكومة وشعباً دوام النجاح والإزدهار. واستبقى غبطته السفيرة إلى مائدة الغداء في البطريركية. وقبيل مغادرتها، دوّنت السفيرة كلمة شكر ومحبة وتقدير في السجل البطريركي الذهبي.
|