صباح يوم الجمعة 19 حزيران 2015، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، في اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وذلك في القصر الرسولي في الفاتيكان.
فبعد اللقاء الخاص بين البابا فرنسيس والبطريرك أفرام، والذي فيه تبادلا الكلمات التي شدّدت على العلاقات التاريخية بين كنيسة روما والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وعلى أصالة وعراقة الكنيسة السريانية، والحضور المسيحي في الشرق وما يعانيه من ظروف عصيبة، وبخاصة في سوريا والعراق ولبنان، وكذلك التأكيد على أهمية وضوررة توحيد عيد الفصح، والإشارة إلى العلاقات القوية الراسخة التي تربط الكنيستين السريانيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية، أقيمت صلاة مشتركة في الكابيلا البابوية، شارك فيها قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك أفرام وغبطة أبينا البطريرك يوسف الثالث يونان وغبطة مفريان الهند للكنيسة السريانية الأرثوذكسية مار باسيليوس توماس الأول، وأعضاء مجمع وحدة المسيحيين في الفاتيكان برئاسة الكردينال كورت كوخ، والوفد الكنسي المرافق للبطريرك أفرام والذي ضمّ مطارنة وكهنة، وجوق للترتيل قادم من السويد وبعض العلمانيين من أوروبا وأميركا والهند.
أما من كنيستنا السريانية الكاثوليكية، فقد رافق غبطة أبينا البطريرك للمشاركة في هذه اللقاء والصلاة، سيادة المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، والخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والأب رامي قبلان، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
وخلال رتبة الصلاة، صلّى أصحاب القداسة والغبطة من أجل السلام والأمان في الشرق والعالم، ومن أجل تحرير المخطوفين، وبخاصة من أجل مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، والآباء الكهنة الذين كان آخرهم الأب جاك مراد.
وقد أدّى الجوق السرياني القادم من السويد ترانيم سريانية عن الشهداء بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لشهداء مذابح الإبادة الجماعية للسريان "سيفو".
وبعد الصلاة، جلس البطاركة والأساقفة والكهنة إلى مائدة غداء المحبة التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس في مقر إقامته في "سانتا مارتا" ـ الفاتيكان.
وكان لقاءً أخوياً ودّياً تناول فيه البابا فرنسيس مع غبطة أبينا البطريرك والبطريرك أفرام الأحاديث الودّية، واستمع إليهما وهما يستفيضان في نقل معاناة أبناء الشرق وبخاصة مسيحييه، من جراء العنف والأعمال الإرهابية، طالبين من قداسته التدخّل وبذل كلّ الجهود في سبيل إنهاء معاناة مسيحيي الشرق التي تعاظمت وتفاقمت وطال أمدها.
وفي الختام، ووسط جوٍّ عابق بالفرح الروحي، ودّع قداسة البابا ضيوفه فرداً فرداً بالمحبّة والبركة والدعاء، مع الصلاة من أجل أن يحلّ الأمان والسلام في الشرق، مثنياً على علاقات المحبّة الوطيدة والتعاون الأخوي الوثيق الذي يجمع الكنيستين السريانيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية على كل الأصعدة.
|