في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السبت 11 تمّوز 2015، وفي إطار زيارته الأبوية الراعوية إلى أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة سيّدة النجاة في بلدة زيدل ـ حمص، وخلاله رقّى غبطته الإكليريكيَّين سعيد مسّوح وداني كدر إلى الدرجة الشمّاسية.

    عاون غبطتَه في القداس والرسامة الخوراسقف فيليب بركات المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماه والنبك، والأب أفرام سمعان أمين السرّ في البطريركية، بحضور ومشاركة سيادة المطران مار إيوانيس لويس عوّاد، ونيافة المطران مار سلوانس بطرس النعمة مطران أبرشية حمص وحماه وتوابعهما للسريان الأرثوذكس، ولفيف من الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وبحضور جموع غفيرة من المؤمنين غصّت بهم الكنيسة الواسعة وساحاتها.

    بعد الإنجيل المقدس، ألقى الخوراسقف فيليب بركات كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك، مثمّناً حضوره من لبنان وزيارته لأبرشية حمص ومباركته هذه المناسبة التي هي بمثابة عرس روحي للأبرشية بأسرها.

    ثم ارتجل غبطته موعظة شكر فيها الخوراسقف فيليب على كلمات الترحيب، وحيّا قداسةَ أخيه البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، الذي يسعى معه ومثله كي يكون مع أبنائه في الشرق وبلاد الإنتشار، مصلّياً "من أجل عودة الأب جاك مراد المخطوف منذ سبعة أسابيع سالماً معافىً، وهو المعروف بحنانه وشفقته على كل الذين كان يقصدونه ملتجئين إليه".

    وتكلّم غبطته عن "الدرجة الشمّاسية التي هي أولى ررجات الكهنوت المقدس، إذ يذكّرنا بولس الرسول بأنّ المدعوين للشمّاسية هم المدعوون للخدمة على غرار الشمامسة السبعة وعلى رأسهم اسطفانوس أوّل الشهداء".

    وأشار غبطته إلى أنّ "هذه السيامة تذكّرنا بالبذل والتضحية دون حساب، وهو ما يدعو إليه الرب يسوع عندما يتكلم عن حبّة الحنطة وضرورة تشبُّه التلميذ بمعلّمه يسوع. فالدرجات الكهنوتية، وأوّلها الشمّاسية ثم الكهنوت فالأسقفية، هي نعمة من الرب يمنحها بوضع يد الأسقف وليس بمقتضى كفاءات المرتسم وعلومه. لذلك يدرك الشمّاسان العتيدان أنهما يتقدّمان من أولى درجات الكهنوت مضحّيَين بالأمور الدنيوية من أجل بناء ملكوت الله، ملكوت المحبّة والبرّ والقداسة، وأنّ عليهما أن ينضجا ويقدّما ثمار دعوتهما التي يحكم عليها الأسقف".

    وذكّرهما غبطته بقول "الرب يسوع الذي يدعو إلى وجوب عيش الكهنوت بالمحبّة، فالكهنوت ليس القناعة بما أنجزه الشخص، وإنما هو اتباع المعلّم يسوع. ويتجسّد ذلك بالروح الجماعية التي ترفض الإنعزالية والفردية، وتعطي مثالاً للمحبّة التي تبني ولا تخرّب، والتي تجمع ولا تفرّق، والتي تتواكب مع الإخوة".

    وتوجّه غبطته إلى الشماسين الجديدين مهنّئاً إياهما وعائلتيهما بهذه الرسامة، منوّهاً إلى أنهما "سيواجهان أنواعاً جمّة من الصعوبات في التربية والتعليم وفي الخدمة وفي وبثّ روح الأمل والرجاء في قلوب الشباب".

    وتحدّث غبطته عمّا يعانيه "أبناء سوريا في ظلّ هذه المحنة منذ أكثر من أربع سنوات، سائلاً الرب يسوع، ملجأنا الحصين، أن يمنحنا القوّة، مستذكرين هؤلاء الذين ضحّوا من أجل سوريا واستشهدوا في سبيلها"، مؤكّداً أنّ "علينا أن ننظر إلى هذه الأزمة بالروح الإيجابية، فلا بدّ للحق أن ينتصر. وإنّ هذا البلد الذي لطالما تميّز بروح العيش المشترك الواحد، سينهض ويعود إلى سابق عهده، بتضامن المسؤولين الشرفاء والنزيهين وجميع الخيّرين والمخلصين من مواطنيه".

    وقبل المناولة، أقام غبطته رتبة الرسامة الشمّاسية للإكليريكيَّين سعيد مسّوح وداني كدر. وبعد أ، تعهّدا بالإلتزام بالإيمان المسيحي وطاعة رؤسائهما الروحيين، توالت الأناشيد والترانيم والصلوات، سيّما صلاة دعوة الروح القدس، إلى أن أعلن غبطته رسامتهما شمّاسَين للأبرشية، في جوٍّ روحي مهيب، وسط تصفيق الحضور وزغاريد النساء.

    وبعد أن جال المرتسمان بالمبخرة بين المؤمنين داخل الكنيسة، قاما بمناولة الشعب. وبعد البركة الختامية، ألقى الشمّاس سعيد كلمة، أصالةً عن نفسه ونيابةً عن الشماس داني، شكر فيها اللهَ وغبطةَ البطريرك والحضورَ جميعاً، أساقفةً وإكليروساً ومؤمنين، وبخاصة عائلتيهما، طالباً من الجميع أن يصلّوا من أجلهما ليوفّقهما الرب في خدمتهما لما فيه خلاص نفسيهما وخير الكنيسة.

    وبعد القداس والرسامة، تقبّل غبطته والأساقفة والشمّاسَين الجديدَين التهاني من الحضور في صالون الكنيسة.

    ألف مبروك للشمّاسَين الجديدَين ولأبرشية حمص المباركة.