في عرس روحي فريد، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة سيّدة النجاة في بلدة زيدل ـ حمص، وخلاله منح غبطته المناولة الأولى لـ 26 طفلاً وطفلةً من أبناء رعية زيدل وبناتها، في مناسبة تاريخية مميّزة هي الأولى في تاريخ أبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها التي يمنح فيها غبطة البطريرك المناولة الأولى لأطفال في إحدى رعايا الأبرشية.
عاون غبطتَه في القداس سيادة المطران مار إيوانيس لويس عوّاد، والخوراسقف فيليب بركات المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماه والنبك وتوابعها، بحضور ومشاركة عدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة، وسط حضور غفير من المؤمنين من أبناء الرعية، وفي مقدّمتهم أهل الأطفال المتناولين الجدد وأقاربهم والضيوف الذين غصّت بهم الكنيسة وساحاتها.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الخوراسقف فيليب بركات كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك والوفد المرافق، شاكراً غبطته لتكرّمه بمنح هذه المناولة الأولى للأطفال، منوّهاً إلى أنه حدث تاريخي استثنائي مميّز وفريد من نوعه يتمّ برئاسة وبركة غبطة البطريرك للمرة الأولى في تاريخ الأبرشية، مهنّئاً الأطفال المتناولين الجدد وذويهم.
ثم ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية أعرب فيها عن فرحه وسروره باحتفاله بهذا القداس ومنحِه المناولة الأولى للأطفال، شاكراً المدبّر البطريركي على دعوته وأتعابه في إعداد الأطفال وتهيئتهم لهذه الرتبة مع اللجنة المعاونة من المربّين الأفاضل.
ثم تحدّث غبطته عن سرّ القربان المقدس، جسد الرب يسوع ودمه، شارحاً هذا السرّ وأهميته ومحوريته بأسلوب مبسّط، ليقرّبه من فهم الأطفال بطريقة حوارية قصصية جميلة.
وإذ هنّأ غبطته الأطفال المتناولين الجدد وأهلهم وذويهم، حثّهم جميعاً على محبة الله وتناول جسده ودمه الأقدسين والثبات به، والإلتزام بالكنيسة، والإخلاص للوطن، والتمسّك بأرض الآباء والأجداد، أي هذا البلد الطيّب المعطاء سوريا، مؤكّداً أننا سنبقى في الأرض ولن نتركها، بل سنحافظ عليها كحدقة العين، محيياً ومكبراً بالمسؤولين النزيهين والشرفاء الذين يخدمون الوطن ويدافعون عنه مع بواسل الجيش، ومترحّماً على أرواح شهداء سوريا، ومتمنّياً الشفاء للجرحى، والعودة للمخطوفين وبخاصة الأب جاك مراد.
وبعد الموعظة، وجّه غبطته أسئلة للمتناولين الجدد الذين جدّدوا بأجوبتهم مواعيد معموديتهم، معلنين إيمانهم المسيحي.
وفي وقت المناولة، تقدّم الأطفال من غبطته، فناولهم جسد الرب يسوع ودمه. وبعد البركة الختامية قدّم لهم الهدايا التذكارية.
ثم خرج غبطته ورهط الإكليروس بزيّاح حبري مهيب إلى صالة الكنيسة، حيث بارك غبطته المتناولين الجدد وأهلهم الذين التقطوا معه الصور التذكارية تخليداً لهذه المناسبة.
فشكراً لله على هذا العرس الروحي المميّز.
|