عند التاسعة والنصف من صباح يوم الإثنين 13 تموز 2015، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، كنيسة ودير سيّدة الانتقال العائد لأبرشية حلب وتوابعها للسريان الكاثوليك، وذلك في منطقة الكفرون ـ بيت عوّاد ـ مشتى الحلو، يرافقه الخوراسقف فيليب بركات المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك وتوابعها، والآباء الكهنة، والشمامسة.
استقبلهم الأب جورج صابونجي كاهن رعية مار أفرام في حيّ السريان ـ حلب، الذي جمع في الدير العائلات السريانية التي نزحت من حلب إلى منطقة مشتى الحلو بحثاً عن الأمان والطمأنينة.
وفي كنيسة الدير، أدّى غبطته والكهنة والمؤمنون الحاضرون صلاة الشكرعلى نيّة السلام في سوريا. ثمّ ألقى الأب صابونجي كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك الذي يتفقّد أبناءه النازحين من أبرشية حلب بروحه الأبوية ومحبّته العميقة، ليشجّعهم في أزمنة الضيق هذه التي تمرّ بها حلب في هذه الأيّام، منوّهاً بأعمال غبطته وإنجازاته ورعايته أبناء الكنيسة في كلّ مكان.
وبعد كلمة للخوراسقف فيليب بركات، تحدّث فيها عن محطات الزيارة الأبوية التي يقوم بها غبطته إلى أبرشية حمص وحماة والنبك في هذه الأيّام، وهو يتفقّد حالياً أبناء حمص القديمة النازحين إلى وادي النصارى، مشيراً إلى رغبة غبطته وإصراره على تفقّد أبناء أبرشية حلب الذين نزحوا إلى هذه المنطقة.
وارتجل غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية روحية، تحدّث فيها عن معنى الشهادة للرب وسط الآلام والضيقات والمحن، متطرّقاً بإسهاب إلى الوضع العصيب الذي تعانيه مدينة حلب وأبرشيتنا فيها، مثنياً على همّة وصبر وثبات راعي الأبرشية سيادة المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا الجزيل الإحترام، وكهنتها ومؤمنيها الذين يصارعون العنف والإرهاب، متضامناً مع المتألّمين، ومفتخراً بالصامدين الذين هم موضع اعتزاز الكنيسة والمجتمع بصبرهم وتحمّلهم هذه المحن القاسية.
وصلّى من أجل إحلال الأمن والسلام، فلا بدّ لظلام ليل الحرب والعنف والإرهاب والقتل والدمار من أن يزول ويتبدّد، ليشرق فجر قيامة سوريا آمنة سالمة مستقرّة.
وحيّا غبطته جهود المسؤولين النزيهين في الدولة الذين يتفانون في خدمة الوطن والدفاع عنه، سيّما ما يبذله العسكريون البواسل، ومعهم جميع الخيّرين والمخلصين من أبناء الوطن.
وصلّى غبطته متضرّعاً إلى الله بشفاعة سيّدة الانتقال، أن يفرج عن جميع المخطوفين، وبخاصة عن مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي والكهنة سيّما الأب جاك مراد، وجميع المخطوفين الأبرياء.
وفي ختام كلمته، توجّه غبطته بالمحبّة الأبوية والتشجيع من العائلات النازحة من حلب إلى وادي النصارى، وبخاصة الحاضرة منها في هذا اللقاء، معرباً عن الإستعداد الكامل لمساعدتها على قدر الإمكان، سواء من خلال البطريركية أو راعي أبرشية حلب وكهنتها أو مدبّر أبرشية حمص وكهنتها.
وبعدما تحدّث غبطته في حوارٍ مع العائلات سائلاً عن أحوالهم ومشاكلهم، باركهم بركته الأبوية، متمنّياً أن يتمكّن من اللقاء بهم المرّة القادمة في أرضهم في حلب.
|