في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 25 تمّوز 2015، وصل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، إلى أمام حيّ حوش الزراعنة في زحلة، حاملاً معه شخص القديسة تريزا الطفل يسوع، وفيه ذخيرة مقدّسة من القدّيسة. وفي زيّاحٍ حبري مهيب، سار غبطته، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وحشود المؤمنين إلى مدخل كنيسة القدّيسة تريزا الطفل يسوع، وهي رعية كنيستنا السريانية الكاثوليكية في زحلة.
وبعد أن بارك غبطته المؤمنين بذخائر القدّيسة، أقام الذبيحة الإلهية على مذبح الكنيسة عند السادسة والنصف مساءً، يعاونه سيادة المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، والأب بيار النادر كاهن الرعية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
حضر القداس سيادة المطران مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، ونيافة المطران مار يوستينوس بولس سفر النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في زحلة والبقاع، وسيادة المطران أندريه حدّاد راعي أبرشية زحلة والفرزل للروم الملكيين الكاثوليك سابقاً، وسيادة المطران جورج اسكندر راعي أبرشية زحلة المارونية سابقاً، وممثّلو مطارنة زحلة، وعدد من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وحشود غفيرة من أبناء الرعية والمدينة ملأوا الكنيسة وساحتها.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى الأب بيار النادر كلمةً، رحّب فيها بغبطته، معرباً عن فرحه وسروره بوصول ذخائر القدّيسة تريزا إلى الكنيسة.
ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظةً روحيةً تحدّث فيها عن القدّيسة تريزا الطفل يسوع ومزاياها وصفاتها، فهي وبالرغم من صغر سنّها أضحت ملفانةً في الكنيسة الجامعة، وهي التي اتّصفت بالتواضع والوداعة، والمحبّة الفيّاضة، داعياً المؤمنين إلى التشبّه بفضائلها، والتمسّك بالإيمان بالرّب يسوع والشهادة له على الدّوام.
ولم تغب عن موعظة غبطته الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، فصلّى من أجل إحلال السلام والأمان فيهما بشفاعة القدّيسة تريزا، ضارعاً إليه تعالى من أجل عودة جميع المخطوفين، وبخاصة من أجل مطرانَي حلب بولس اليازجي ويوحنّا ابراهيم، والآباء الكهنة، وبخاصة الأب جاك مراد، وجميع المخطوفين الأبرياء.
كما تحدّث غبطته عن المآسي والآلام التي سبّبتها وتسبّبها الأوضاع الراهنة في سوريا والعراق، وبخاصة النزوح والهجرة إلى داخل البلاد وخارجها، إلى لبنان والأردن وإلى ما وراء البحار، حاثّاً المؤمنين على مدّ يد المساعدة إلى إخوتهم الذين قست عليهم الظروف فاضطرّوا إلى النزوح والهجرة، ومشجّعاً هؤلاء النازحين على التشبّث بإيمانهم وبكنيستهم.
وإذ هنّأ غبطته أبناء الرعية وزحلة عموماً على هذه الذخائر المقدّسة التي ستوضع من الآن فصاعداً في كنيستهم، منحهم بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.
وفي الختام، وبعد زيّاح القدّيسة تريزا الطفل يسوع، تقدّم المؤمنون من غبطته لنيل بركته.
هذا واستمرّ تهافُت المؤمنين إلى الكنيسة حتّى ساعاتٍ متأخّرةٍ من الليل، للصلاة والتبرّك من ذخائر القدّيسة.
|