في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس 6 آب 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقدّاس الإلهي بمناسبة عيد تجلّي الرب على جبل تابور، وذلك في ساحة كابيلا التجلّي في فقرا ـ كفرذبيان، كسروان ـ جبل لبنان.
عاون غبطته في القداس أصحاب السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، بمشاركة الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة الإكليريكيين. حضر هذا القدّاس عدد من فعاليات المنطقة، وفي مقدّمتهم رئيس بلدية كفرذبيان جان عقيقي، وحشد كبير من المؤمنين قدموا من كسروان ومن مختلف رعايا الأبرشية البطريركية في لبنان.
وبعد الإنجيل المقدّس، ارتجل غبطته موعظة تحدّث فيها عن حادثة تجلّي الرب على جبل تابور، متأمّلاً بمعانيها الروحية السامية، حيث ابيضّت ثياب يسوع كالثلج، حاثّاً الجميع على أن تكون سيرة حياتهم نقية ناصعة كالثلج، فيكونوا "آنية مختارة تمجّد اسم الرب على الدوام"، شاهدين له في كلّ لحظة من حياتهم بالفكر والكلمة والعمل، "مصغين إلى كلامه وعاملين به، سيّما في هذه الأيام الصعبة، ونحن نعاني في شرقنا مع أبنائنا في سوريا والعراق ما يعانونه من آلام وصعوبات".
واستذكر غبطته خاصةً "أننا نحيي الليلة الذكرى السنوية الأولى التي نرجوها الأخيرة لإخراج أبنائنا من أرضهم ودورهم وكنائسهم في سهل نينوى في العام المنصرم، وفي هذا الأسبوع تأتينا الأنباء المحزنة عمّا يعانيه أبناؤنا وأهلنا في بلدة القريتين ـ حمص، وقد اضطروا مرغمين على هجرتها، والبعض منهم مُحاصَرين، ونحن نضرع باستمرار إلى الله أن يعيد كاهنها الأب جاك مراد المخطوف منذ قرابة ذلاثة أشهر، وهو المعروف بوداعته ومحبته للجميع وخدمته لكل أبناء بلدته".
واعتبر غبطته أنّ "أملنا كبير بوطننا لبنان وهو موئل الحضارات ومعقل الحريات، وهو الذي يعيش أبناؤه بمساواة وكرامة فيها بينهم"، ضارعاً "إليه تعالى كي يحفظ هذا البلد ويصونه ممّا يتربّص به من شرور، ومن تداعيات الأوضاع المضطربة التي تحيط به في البلدان المجاورة".
وإذ أكّد غبطته "أنّنا نبقى أبناء الرجاء، ونستبشر الخير بمعلّمنا الإلهي بتجلّيه الناصع البياض، وهو سوف يعيد نقاوة حلاوة العيش في شرقنا كي نستمر بأداء الشهادة حيث أوجدنا الله بالرغم من كل الضيقات والأزمات".
وفي نهاية القداس منح غبطته الجميع بركته الأبوية.
|