بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتهجير القسري من سهل نينوى، وجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، رسالة أبوية إلى سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكردستان وإكليروس أبرشيته ومؤمنيها، فيما يلي نصها الكامل:

الرقم: 226/2015

التاريخ: 7/8/2015

سيادة أخينا الحبر الجليل مار يوحنّا بطرس موشي الجزيل الإحترام

رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكردستان

وحضرات أعزّائنا الروحيين الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات

 وجميع أبناء الأبرشية وبناتها المبارَكين

    سلام بالرب مع المحبّة والدعاء بالنعمة والعافية والبركات لسيادتكم ولإكليروس الأبرشية ومؤمنيها الأعزاء.

    في هذا اليوم السابع من آب، نحيي الذكرى السنوية الأولى للنكبة المشؤومة التي حلّت عليكم وعلى كامل أبرشيتكم، خوارنةً وكهنةً وشمامسةً ورهباناً وراهباتٍ، مع الآلاف من المؤمنين والمؤمنات، الذين اقتلعتهم يد الإرهاب الأكثر بشاعةً في التاريخ الحديث. وقد أضحيتم وإكليروسكم وعشرات الآلاف نازحين ومشتَّتين في كردستان المضياف، ولا يزال الكثيرون تائهين في البراري والجبال وما وراء البحار.

    نرجو أن تتأكّدوا أنّنا نشاطركم قلبياً وإيمانياً المصائب والنوائب التي حلّت بكم، ولا تزال تحلّ في بلدكم الغالي، وتهدّد وجودنا المسيحي في الشرق، سيّما الحضور السرياني الذي يرجع إلى آلاف السنين، إن في العراق، وإن في الجارة سوريا حيث يعاني أبناؤنا الأمرَّين من داعش ومثيلاتها، اضطهاداً وخطفاً وتنكيلاً وتعذيباً وقتلاً، بخاصة ما يحدث في هذه الايّام الأخيرة في بلدة القريتين في حمص، وبعد مرور قرابة الثلاثة أشهر على اختطاف كاهنها الأب جاك مراد.

    وإذ نجدّد دعاءنا كي تنتهي هذه المحنة بكابوسها المخيف، فتعودوا إلى دياركم وأرض آبائكم وأجدادكم بحرية وكرامة، نبقى متّحدين معكم بالصلاة على هذه النيّة، متقوّين بالرجاء "فوق كلّ رجاء"،"بابن الله الذي أحبّنا وبذل ذاته من أجلنا" (غلا 2: 20).

    نختم بإهدائكم جميعاً بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، والنعمة معكم.

    اغناطيوس يوسف الثالث يونان

    بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي