في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 30 آب 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بقداس حبري احتفالي شكراً للرب على نعمته العظيمة وعيطته السامية بإعلان المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي طوباوياً، وذلك في كنيسة الإكليريكية الكبرى بدير سيّدة النجاة البطريركي ـ الشرفة، درعون ـ حريصا، لبنان.

    عاون غبطته في القداس صاحبا السيادة المطرانان: مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، يحيط بهم آباء سينودس كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وهم: مار أثناسيوس متّي متّوكة رئيس أساقفة بغداد سابقاً، مار ربولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي سابقاً، مار فلابيانوس يوسف ملكي المعاون البطريركي سابقاً، مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدّسة والأردن، مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، والخوراسقف يوسف صاغ الأكسرخوس البطريركي في تركيا، والخوراسقف فيليب بركات النائب البطريركي في أبرشية حمص وحماة والنبك.

    وشارك مع آباء السينودس في قداس الشكر هذا، وبمحبّة أخوية مميّزة، سيادةُ المطران مار يوليوس أبراهام كاكانات، ممثّلاً صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار باسيليوس اقليميس، كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية الشقيقة في الهند.

    وحضر هذا القداس سيادة السفير البابوي في لبنان المطران كبريالي كاتشا، وسيادة المطران بولس الصيّاح النائب البطريركي العام للموارنة، ممثّلاً صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وسيادة الأسقف مار موريس عمسيح مدير العلاقات العامّة والبروتوكول في بطريركية السريان الأرثوذكس، ممثّلاً قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والأب فلافيو ممثّلاً مجمع الكنائس الشرقية، وعدد كبير من الخوارنة والكهنة والشمامسة الإكليريكيين والرهبان والراهبات من كنيستنا السريانية ومن الكنائس الشقيقة.

    وبعد الإنجيل المقدس، تلا سيادة المطران مار يوليوس أبراهام كاكانات رسالة التهنئة الأخوية التي وجّهها كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند مار باسيليوس اقليميس إلى غبطة أبينا البطريرك، وفيها يهنّئ الكاثوليكوس غبطتَه بهذه المناسبة التاريخية، مؤكّداً العلاقات الأخوية المتينة والوحدة التامّة التي تجمع الكنيستين الشقيقتين، ومعرباً عن تضامنه الكلّي وأبناء كنيسته الشقيقة مع مسيحيي الشرق في ظلّ ما يعانونه من اضطهاداتٍ وأعمالٍ إرهابيةٍ تهدّد وجودهم وتقتلعهم من أرض الآباء والأجداد.

    ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظةً روحيةً، تحدّث فيها عن سيرة حياة الطوباوي الجديد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، مركّزاّ على قوله الشهير "أبذل دمي عن خرافي"، وهو الذي أضحى القدوة والمثال لرعيته ولجميع المسيحيين بالصبر والإحتمال وبذل الذات حتى الموت من أجل نشر بشارة الإنجيل.

    ثمّ توجّه غبطته بآيات الشكر للثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد على فيض عطاياه السماوية، مقدّماً الشكر والعرفان من قداسة البابا فرنسيس الذي أبى إلا أن ينعم على كنيستنا السريانية بإعلان الطوباوي الجديد في يوم الذكرى المئوية لاستشهاده بالذات، هذه الكنيسة الشاهدة لإيمانها المسيحي والشهيدة دفاعاً عن هذا الإيمان، شاكراً أيضاً ممثّل قداسته في احتفال إعلان التطويب الكردينال أنجيلو أماتو والوفد المرافق.

    كما شكر غبطته أصحاب القداسة والغبطة البطاركة الذين شاركوا في قداس واحتفال إعلان التطويب، خاصاً بالذكر ممثّلَي البطريرك الراعي والبطريرك أفرام الحاضرَين في قداس الشكر هذا.

    كما لم ينسَ غبطته أن يشكر جميع الذين شاركوا في احتفال وقداس إعلان التطويب وفي قداس الشكر، من إكليروس وعلمانيين، خاصاً بالذكر أبناء كنيستنا السريانية الكاثوليكية القادمين من لبنان ومن جميع البلدان شرقاً وغرباً.

    ولم تغب عن موعظة غبطته الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء كنيستنا وشعبنا ومسيحيو الشرق من جراء الإضطهادات وأعمال العنف والإرهاب والإجرام، وبخاصة في سوريا والعراق، سائلاً الله أن ينشر أمنه وسلامه في شرقنا المعذََّب، بشفاعة والدته الطاهرة العذراء مريم سيّدة النجاة، وبشفاعة الطوباوي الجديد مار فلابيانوس ميخائيل، وجميع القديسين والشهداء.

    وفي نهاية قداس الشكر هذا، بارك غبطته المؤمنين بأيقونة الطوباوي الجديد. ثمّ شكر أعضاء اللجنة المنظّمة لاحتفالات التطويب التي عاونت غبطته في تحضير قداس إعلان التطويب وقداس الشكر، طقسياً ولوجستياً وإدارياً، وهم: الأباتي حنّا ياكو، الأب أنطوان ناصيف، الأب شارل مراد، الأب حبيب مراد، والشمّاس يوسف درغام.

    وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطته، يحيط به السفير البابوي والأساقفة، التهاني من الحضور جميعاً بهذه المناسبة التاريخية السعيدة.

    والجدير بالذكر أنّ قناة تلفزيون تيلي لوميار ـ نورسات نقلت وقائع قداس الشكر مباشرةً على الهواء إلى لبنان والعالم، وقد غطّته أيضاً وسائل إعلامية عدّة، مرئية ومكتوبة ومسموعة.