في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 15 كانون الأول 2015، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطويى، إكليريكيةَ دير سيّدة النجاة، الشرفة البطريركية، في درعون ـ حريصا، متفقّداً إدارتها وطلابها، ومهنّئاً بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
رافق غبطتَه صاحبا السيادة المطرانان مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي في أوروبا، والأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية.
وكان باستقبال غبطته الخوري ميشال خوري مدير الإكليريكية الأسبق، والأب مازن متّوكة مدير الإكليريكية، والأب كارلو يشوع الوكيل ومعاون المدير، وطلاب الإكليريكية وهم من مختلف أبرشياتنا السريانية في لبنان وسوريا والعراق.
بدايةً احتفل غبطته بالقداس الإلهي في كابيلا الإكليريكية، وارتجل بعد الإنجيل المقدس كلمة روحية أبوية، أبرز ما جاء فيها:
"نفرح اليوم أن نتشارك معاً في القداس، كما نفرح عندما نجد الشباب يلبّون دعوة الرب ويتبعونه بفرح وقناعة ومن دون تردُّد. نتذكّر ما قاله يسوع: إنّ من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يستحق ملكوات السموات. كما نتذكّر أنّ كلّ ما نقوم به في العهد الجديد من إفخارستيا وطقوس هو رمز إلى ما نؤمن به وإلى السرّ الخفي في حياة المؤمن، سرّ الخلاص الذي منحه إيّاه الرب يسوع بتجسّده وموته وقيامته".
وتابع غبطته: "الإنجيل بحسب لوقا الذي سمعناه الآن رائع جداً، يخبرنا عن علاقة التلاميذ بالمعلّم الإلهي. لقد كان التلاميذ في قلب العاصفة، وكان لديهم تهيُّب ممّا سيحدث في حياتهم، ولكنّ يسوع ذكّرهم أنه معهم، لذا عليهم ألا يخافوا أبداً. هذا النص من الإنجيل موجَّهٌ إلى كلّ واحدٍ منّا اليوم. اليوم يعيش إخوتنا في سوريا والعراق عاصفةً مخيفةً جداً، ويعيشون النزوح عن قراهم وحتى بلدهم.
إذاً نحن على غرار التلاميذ نمرّ بعاصفة قوية جداً، لكنّنا نستمدّ من الضعف قوةً. ونتذكّر أنّ ربّنا قادرٌ على كلّ شيء، وهو يوجِد من المحنة خلاصاً".
وختم غبطته موعظته قائلاً: "صحيحٌ أنه ليست لنا مدينة باقية على الأرض، لكنّنا ننتظر السماء، إلا أنّنا نقدّم طموحاتنا وآمالنا أمام مذبح الرب، ونجدّد العهد معه، متذكّرين أنه المخلّص الأوحد للكنيسة وللبشرية بأسرها.
في هذا الزمن المقدّس، زمن المجيء والإستعداد لميلاد الرب يسوع بالجسد، نتذكّر هؤلاء الدين عاشوا هذا السرّ، طالبين من الله أن يقوّينا لعيش الأمانة الكاملة له، فنسلّم حياتنا بين يديه ونكون كلّنا له على الدوام".
وبعد القداس، عقد غبطته لقاءً روحياً توجيهياً مع إدارة الإكليريكية وطلابها، استمع فيه إلى أوضاع الإكليريكية والطلاب وأبرز شؤونهم، وحثّهم على المثابرة على الدراسة وعلى عيش حياة روحية لائقة بالذين دُعوا إلى اتّباع الرب بتكريس الذات لخدمة شعب الله.
وقدّم لهم غبطته التهنئة بمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد ورأس السنة الجديدة 2016، ومن خلالهم إلى أهلهم وذويهم وأبرشياتهم ورعاياهم، مانحاً إيّاهم جميعاً بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.
|