في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 19 كانون الأول 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي السرياني ـ المتحف ـ بيروت، بمناسبة عيد شفيع الكرسي البطريركي القديس اغناطيوس، يعاونه الأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية.
حضر القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، والآباء الخوارنة والكهنة، والرهبان والراهبات والشمامسة الإكليريكيون.
جاء هذا القداس بمثابة لقاءٍ عائلي تقليدي كلّ سنة، يجمع الأب العام للكنيسة غبطة البطريرك بأبنائه أعضاء إكليروس الأبرشية البطريركية، بمناسبة عيد شفيعه القديس اغناطيوس.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة أبرز ما جاء فيها:
"أريد أن أكون حبّة حنطةٍ أُطحن تحت أضراس الوحوش، هذا ما قاله مار اغناطيوس الأنطاكي، شفيع كنيستنا وشفيع بطريركيتنا، الذي نحتفل اليوم بعيده، فحسب التلميذ أن يكون مثل معلّمه.
إذا أردنا اكتشاف تلاميذ حقيقيين تبعوا يسوع على مدى العصور، نجد مار اغناطيوس أسقف أنطاكية بعد بطرس وأفوديوس.
اغناطيوس هو أبٌ للكنيسة الجامعة، ترك لنا سبع رسائل غنية بالعمق الروحي والتلهّف للتشبّه بالرب يسوع. كان هذا القديس مثالاً لنا رغم أنه عاش في القرن الأول، وهو يستحقّ الإعجاب.
وإذا راجعنا رسائله، نرى أنه كان متبحّراً بلاهوت الكنيسة وعلومها، وكان راعياً يهتمّ بالعمل الرعوي. وقد طبّق في خدمته الراعوية قول المعلّم الإلأهي: "أبذل نفسي عن خرافي". وجعله همّه الراعوي يهتمّ بالكنائس التي مرّ بها في طريقه إلى روما حيث استشهد.
كان اغناطيوس معلّماً ومثقّفاً ثقافةً عميقةً، وكان يهتمّ بتوصية تلاميذه والمؤمنين بأهمّ التعاليم الكنسية. واعتُبر أحد أهمّ فلاسفة الكنيسة العظام، لذا نحن نفتخر بأن نُسمَّى على اسمه.
اليوم نتذكّر أنّ المدعوّين للتكرّس، وليس فقط التكرّس الكهنوتي والرهباني، أن يكونوا مستعدّين لبذل الذات حتى الشهادة، على مثال يسوع الذي بذل داته من أجلنا نحن المحبوبين لديه.
أراد اغناطيوس أن يضحّي بحياته من أجل أبنائه، وأراد أن يكون أعضاء الكنيسة جوقةً متناسقةً في نغماتها.
نطلب من الرب يسوع أن يجعلنا، بشفاعة القديس اغناطيوس، نتشبّه به في الخدمة والرعاية والتفاني والتعليم، والأمانة لدعوتنا حتى النهاية، في هذا الزمن الصعب، حيث تهجّر إخوتنا واقتُلعوا من أرضهم، فنحن نصلّي من أجلهم بشفاعة مار اغناطيوس وجميع القديسين والشهداء".
وفي نهاية القداس، بارك غبطته الحاضرين بذخيرة القديس اغناطيوس، وتقدّم الجميع لنيل بركة هذه الذخيرة. وبعد القداس، تقبّل غبطته التهاني البنوية في الصالون البطريركي.
|