يسرّنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها سيادة المطران مار بولس أنطوان ناصيف مطران سروج شرفاً والأكسرخوس الرسولي في كندا، في حفل رسامته الأسقفية، والتي تمّت بوضع يد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مساء السبت 23 كانون الثاني 2016، في كاتدرائية سيّدة البشارة ـ المتحف ـ بيروت:
ܛܳܒ ܚܳܕܶܐ ܐ̱ܢܐ ܒܗܳܢܐ ܝܰܘܡܐ ܩܰܪܝܐ ܘܩܰܕܝܫܐ܆ ܕܒܶܗ ܐܶܢܐ ܥܰܦܪܐ ܫܝܛܐ ܘܕܰܚܝܚܐ܆ ܠܕܰܪܓܐ ܪܳܡܐ ܕܪܝܫܘܬ ܟܳܗܢܘܬܐ ܡܶܬܥܰܠܶܐ ܐ̱ܢܐ܆ ܒܡܶܨܥܳܝܘܬܗ ܕܰܐܒܐ ܕܰܐܒܳܗ̈ܳܬܐ ܡܳܪܰܢ ܦܰܛܪܝܰܪܟܐ ܡܳܪܝ ܐܝܓܢܰܛܝܘܣ ܝܰܘܣܶܦ ܬܠܝܬܳܝܐ.
ܡܶܟܝܠ܆ ܬܶܫܒܚ̈ܳܢ ܕܠܐ ܦܳܛܪ̈ܳܢ ܘܬܰܘܕ̈ܝܳܢ ܕܠܐ ܡܰܘܦܝ̈ܳܢ ܠܶܗ ܠܪܝܫ ܟܘܡܪ̈ܰܝܢ ܥܳܠܡܝܢܳܝܐ ܡܰܣܶܩ ܐ̱ܢܐ܆ ܘܠܶܗ ܡܶܬܟܰܫܰܦ ܐ̱ܢܐ ܕܰܢܚܰܝܠܰܢܝ ܘܰܢܥܰܕܪܰܢܝ ܒܗܳܕܶܐ ܬܶܫܡܶܫܬܐ ܡܪܰܝܰܡܬܐ.
بنعمة ربّنا يسوع المسيح، وبوضع يد صاحب الغبطة، وبصلاة جميع المشاركين اليوم، وهبني الله، على غير استحقاقٍ منيّ، هذه الدرجة المقدّسة.
لقد نظر الرب إلى حقارتي، لذلك تعظّمه نفسي ويبتهج به قلبي طول الأيّام.
تأتي هذه النعمة وهذا الإختيار وهذه الرسالة الجديدة في وقتٍ لا يخلو من التطوّرات الجديدة، وقد تراكمت فيه الأحداث والمناسبات. أذكر خاصةً ما وجدتُه مرتبطًا بدعوتي ورسالتي:
١- تتزامن سيامتي الأسقفية مع الإحتفال بيوبيل سنة الرحمة، وقد أراد الله أن يُفهِمني بأنّه أحبّني قبل أن أحبّه، ورحمني أوّلاً كي أرحم بالمقدار نفسه، وقد صنع بي رحمةً كبيرةً، غافرًا ذنوبي الكثيرة وداعيًا إيّاي للدخول والسير في طريق المحبّة والرأفة والرحمة. ولهذا قرّرتُ تجديد شعاري الكهنوتي "المحبّة تحتمل كلّ شيء"، فأتابع مسيرتي الكهنوتية بعزمٍ جديدٍ ومحبّةٍ أشمل ووعيٍ أكبر، على مثال مار بولس رسول الأمم، الذي اتّخذتُه لي شفيعًا.
٢- تأتي هذه المناسبة في زمنٍ يُغدق الله به على كنيستنا السريانية بنعمٍ وفيرةٍ رغم المآسي والنكبات، ولعلّ أهمّها إعلان تطويب المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، فحيث كثرت الخطيئة فاضت النعمة. ونحن اليوم نجني الثمار من بذور الشهداء، إذ أنّ دماءهم التي لا تروي عطش مرتكبي الجرائم، تروي إيماننا، وتقوّي رجاءنا، وتشدّد عزائمنا.
٣- أمّا الأحوال العصيبة التي تمرّ بها بلادنا المشرقية العريقة، فهي أيضًا محطّ تأمّلٍ وتألمُّ. ومن أهمّ القضايا التي سوف أبدأ بمعالجتها، توفير ظروفٍ أفضل للنازحين والمهاجرين واللاجئين السوريين والعراقيين، واضعًا حاجاتهم، ولا سيّما الروحية منها، فوق كلّ اهتماماتي.
أما الآن، فاسمحوا لي ببضع كلماتٍ من الشكر، ليس من باب الواجب، إنما من باب العرفان بالجميل: فبعد شكر الله الذي لا أملّ من حمده وشكره، أرفع آيات الشكر لقداسة البابا فرنسيس الذي وافق على إنشاء أكسرخوسية كندا، كما أشكره على تسميته لي أكسرخوسًا رسوليًا متمتّعًا بكامل الصلاحيات الأسقفية.
ومع قداسته، أشكر صاحب الغبطة أبانا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، على اختياره لي وثقته الكبيرة بضعفي، وتوجيهاته الأبوية، واعدًا إيّاه بأن أكون على مستوى طموحاته، وأن أكمل ما بدأه حين كان أوّل أسقفٍ على الولايات المتّحدة وكندا.
أتوجّه بالشكر إلى أصحاب السيادة آباء السينودس السرياني الأجلاء الذين قبلوني بينهم وشجّعوني في مسؤوليتي الجديدة.
شكري العميق يتّجه أوّلاً إلى سيادة المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، خالي العزيز، الذي أعتبره مرشدي وقدوتي، وإنني لواثقٌ أنّ الله أراد أن يكرّمه من خلالي لأجل مسيرته المستقيمة الطويلة. فله أهدي هذا الإحتفال عربون محبّةٍ وشكرٍ وتقدير.
كما أتوجّه إلى سيادة المطران مار غريغوريوس بطرس ملكي بوافر الإمتنان، كونه بكر مؤسّسي الجاليات، وأوّل كاهنٍ على كندا في مونتريال.
ويذهب شكري أيضًا إلى سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا الذي أسّس بدوره رعية تورونتو.
وإلى سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش كلّ التقدير على اهتمامه برعايا كندا وإرسالياتها، وعلى إدارته الحكيمة ومساهمته الفعّالة في إنشاء الأكسرخوسية الرسولية. فكما كان برنابا أيّام بولس الرسول داعمًا ومشجّعًا وحاضنًا لبولس، هكذا أيضًا كان المطران مار برنابا يوسف، وسيظلّ المرشد والأخ الأكبر لي أنا بولس أنطوان.
ولا بدّ من أن أخصّ بالشكر الأساقفة الحاضرين معنا اليوم، وهم:
مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار باسيليوس جرجس القس موسى، مار ديونوسيوس أنطوان شهدا، ومار يوحنّا جهاد بطّاح.
ومن بين الذين يتوجّب عليّ شكرهم بعاطفة الإكرام والعرفان بالجميل، نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في روما ومعاونيه، والسفير البابوي في لبنان سيادة المطران كبريالي كاتشا:
Veuillez recevoir Mgr. mes remerciements pour tout le travail que vous avez faites, et pour votre participation pour partager cette joie avec moi en tant que représentant de Sa Sainteté le Pape François, et en tant que grand frère dans le Christ. Veuillez transmettre à Sa Sainteté le pape François mes remerciements et toute ma dévotion et ma totale obéissance.
أتقدّم بأحرّ آيات الشكر لوالدتي الحبيبة الحاضرة معنا والشاهدة على حبّ الله لها ولعائلتها. فما أحمله من صفاتٍ ومواهبَ هو ثمرة تعبها وتعب المرحوم والدي وتربيتهما. أحيّي وأشكر شقيقي القادم مع عائلته من لندن، وأحمد الله على شقيقتاي وعائلتيهما الحاضرين معنا.
أشكر صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، ممثَّلاً بسيادة المطران بولس عبد الساتر.
أشكر صاحب القداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، ممثَّلاً بنيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا.
أشكر صاحب الغبطة البطريرك كريكور بيدروس العشرين كبرويان، ممثَّلاً بسيادة المطران جورج أسادوريان.
أشكر صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، ممثَّلاً بحضرة الأباتي جان فرج.
أشكر حضور أصحاب النيافة والسيادة الأساقفة، والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإكليريكيين.
أشكر أصحاب الدولة والمعالي والسعادة وممثّليهم الحاضرين معنا
أشكر رؤساء الكتل النيابية ومندوبيهم
أشكر جميع الرسميين من رؤساء وأساتذة وضبّاط ومسؤولين مدنيين وعسكريين
أشكر ممثّل السفارة الكندية الحاضر معنا
Merci pour votre présence parmi nous, veuillez accepter mes meilleures salutations et mon respect, ainsi que ma joie de servir l’Eglise Syriaque au Canada, ce pays que j’admire et j’honore.
أشكر السادة المخاتير ورؤساء البلديات، وخصوصًا بلديات بياقوت والزلقا ودرعون حريصا ويحشوش.
أشكر إكليريكية دير سيّدة النجاة ـ الشرفة، ومدرسة الشرفة، حيث عملتُ مؤخّرًا، مثنيًا على جهود كلّ الذين تعاونوا معي ورافقوني من كهنةٍ ورهبانٍ وراهباتٍ وعلمانيين.
أشكر رعيّة سيّدة البشارة بشخص كاهنيها الأب شارل مراد والأب طوني حمزو.
أشكر الوفود من رعية مار بهنام وسارة، ومن رعية مار أنطونيوس الكبير ـ جونية، ورعية القديسة تريزا ـ زحلة، ورعية مار يوسف ـ طرابلس.
أشكر المجالس الرعوية والأخويات والحركات الرسولية وحركات الشبيبة في الرعايا المذكورة، وأخصّ بالذكر حركة مار شربل في درعون ـ حريصا، حيث كنتُ مرشدًا لإخوةٍ وأخواتٍ مميّزين.
أتوجّه بالشكر الخالص إلى حضرة الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، الذي ساهم مساهمةً كبيرةً في الإعداد لهذا الإحتفال.
أشكر تلفزيون تيلي لوميار ـ نورسات على التغطية المباشرة، صوت المحبّة، وكلّ وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة.
أشكر الجوقة بقيادة طوني بيلوني.
أشكر الوفود التي أتت من بعيدٍ وتكبّدت عناء السفر الشاقّ، من سوريا والعراق، وفرنسا وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتّحدة الأميركية وسواها...
أما جزيل شكري وخالص امتناني وكلّ تقديري فيذهب إلى الوفد الخاص من الرعايا والإرساليات في كندا، مع جميع الكهنة الأفاضل والناشطين في العمل الرسولي. ولكم أقول:
أحببتُكم قبل أن ألقاكم، ذاع صيت نشاطكم وغيرتكم فدبّ فيَّ الحماس لخدمتكم والعمل معكم. وما أظهرتموه من فرحٍ وترحيبٍ بالأكسرخوسية وبالأكسرخوس بدّد مخاوفي من الغربة، فشجّعَتْني محبّتكم، وخفّف تعاونكم من حملي.
أفتقد في هذه المناسبة رجلاً تربطني به علاقةٌ روحيةٌ وطيدة، وكم كنت أتمنى وجوده بيننا اليوم، هو الأب المخطوف باولو داللوليو. أصلّي من أجله، ومن أجل جميع المخطوفين، من أساقفةٍ وكهنةٍ وعلمانيين، كي يحرّرهم الرب ويرجعهم سالمين معافين.
وغدًا سوف أقدّم الذبيحة الإلهية عربون شكرٍ لله من أجلكم جميعاً أيّها الأحبّاء، ومن أجل جميع الذين ذكرتُهم. أدامكم الله، وحفظَتْكم نعمة ربّنا يسوع المسيح وبركته، بشفاعة أمّه مريم ومار بولس ومار أفرام ومار فلابيانوس ميخائيل، وجميع القديسين والشهداء.
|