في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 13 شباط 2015، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الحبري الرسمي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني شفيع كنيستنا السريانية، وملفان الكنيسة الجامعة، وذلك في كاتدرائية سيّدة البشارة ـ المتحف ـ بيروت.
عاون غبطتَه في هذا القداس صاحبا السيادة مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، والأبوان شارل مراد وأفرام سمعان، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، والآباء والخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة طلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة ـ الشرفة. وخدم القداس الجوق البطريركي بقيادة طوني بيلوني، وأشرفت على التنظيم حركة مار شربل ـ بيروت، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من رعايا أبرشية بيروت البطريركية ومن النازحين إلى لبنان من أبناء كنيستنا في سوريا والعراق. وقد بثّ القداس تلفزيون تيلي لوميار ـ نورسات، وتلفزيون المؤسّسة اللبنانية للإرسال "أل بي سي".
شارك في القداس نيافة المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا ممثّلاً قداسة بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس أفرام الثاني، ونيافة المطران نوراير أشكيان ممثّلاً قداسة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، وسيادة المطران جورج أسادوريان ممثّلاً غبطة بطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بيدروس العشرين كبرويان، والأب عبدو أبو كسم ممثّلاً البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، والمونسنيور جايين منديز ممثّلاً السفير البابوي في لبنان المطران كبريالي كاتشا، ومطران الكلدان في لبنان ميشال قصارجي، والأباتي طنّوس نعمة رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية، والأب رويس الأورشليمي كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لبنان، والخوراسقف يثرون كوليانا ممثّل مطران الآشوريين في لبنان ميليس زيّا، وعدد من الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من الكنائس الشقيقة.
أما الحضور من الرسميين، فقد تقدّمه الوزير ميشال فرعون ممثّلاً رئيسي مجلس النواب اللبناني نبيه برّي ومجلس الوزراء اللبناني تمّام سلام، السيّد جوزف شهدا ممثّلاً رئيس تكتّل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، النائب عاطف مجدلاني ممثّلاً رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري، النائب يوسف المعلوف ممثّلاً رئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، السيّد جان مغيزل ممثّلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، المحامي شادي سعد ممثّلاً رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية، السيّد نهاد شلحت ممثّلاً رئيس حزب الأحرار النائب دوري شمعون، النائب روبير غانم، السفير جورج سيام، الدكتور توفيق الهندي، رئيس بلدية الجديدة البوشرية السدّ أنطوان جبارة، رئيس بلدية الفنار كمال غصوب، رئيس حزب الإتّحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام، الأستاذ ابراهيم طرابلسي، السيّد جورج سلامة، وفعاليات، وأصدقاء الطائفة.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظةً أشار في بدايتها إلى الحدث التاريخي المفرح والهام المتمثّل باللقاء الذي تمّ في كوبا بين قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك كيريل، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية،وهو "لقاء أخوي تحلّى بالروح المسكونية المتواضعة، ليملأ قلوبنا وقلوب المسيحيين أجمع فرحاً ورجاءً".
ثمّ تناول غبطته سيرة حياة مار أفرام السرياني، ابن نصيبين، الشمّاس، الملفان أي المعلّم، الشاعر الشادي المريمي، رجل الروحانيات والإيمان والصوم والصلاة، "الملتزم بقضايا مدينته الأولى نصيبين والثانية الرها، المختبر آلام الحروب والتهجير والآفات المَرَضية، والمتكرّس للعناية بالمهجَّرين والغرباء والمهمَّشين، مجسّداً المحبّة الحقيقية التي لا تميّز، وباذلاً بسخاءٍ كلّ ما استطاع، ليخفّف من المعاناة التي تحمّلها الأبرياء، جرّاء شرور الظالمين".
وتابع غبطته بالقول: "ما أشبه اليومَ بالأمس!، نقولها والغصّة تعصر قلوبنا، عندما نجد أهلنا وأحبّاءنا في سوريا والعراق يُقتلَعون من أرض آبائهم وأجدادهم، ويهجَّرون قسراً في وطنهم وإلى بلاد الغربة القريبة منها والبعيدة. والجميع يعرفون أنّ لا ذنب لهم، ولأنّهم تميّزوا بالنزاهة في خدمة بلدهم، وبالمحبّة والإلفة تجاه جميع المواطنين، قريبين كانوا أم بعيدين، ومتجاوزين عقدة الإختلاف في الدين أو المذهب أو العصبيات المتناحرة... لقد اضطُهِدوا وأُهينوا وطُردوا لإيمانهم وتعلُّقهم بيسوع المعلّم والفادي".
وأشار غبطته إلى أنّه "لكي نتلمّس، وعشرات الآلاف من أهلنا وأحبّائنا النازحين قسراً من سوريا والعراق إلى لبنان، بصيصاً من الأمل في مستقبلٍ لهم، سعينا ولا نزال نسعى مع قداسة أخينا مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الأرثوذكس، كي نلقى إنصافاً في حضورنا وعيشنا كمواطنين كاملي الحقوق في لبنان. لذا، زرنا معاً المراجع الرسمية والسياسية، وتداولنا معهم في السعي لتمثيلنا في المجلس النيابي بنائبين سريانيين، أحدهما أرثوذكسي والآخر كاثوليكي، غير ساعين للمسّ بحقوق الطوائف الأخرى. نطالب بالحضور الفاعل والمنصف لنا في هذا الوطن، فنشجّع على بقاء المواطنين فيه يخدمونه بنزاهةٍ، وعلى الأمل لأهلنا النازحين من البلاد المجاورة، كي يجدوا في لبنان الملجأ الأمين".
وتطرّق غبطته إلى مسألة الفراغ الرئاسي في لبنان، مندّداً "بهذا الوضع الشاذّ والمخالف للمواثيق والقوانين والأعراف". ووجّه نداءً جريئاً: "فلنجتمع معاً، رعاةً كنسيين ونواباً مسيحيين، فنخرج بموقفٍ تاريخي موحَّد يثبّت الحضور المسيحي في هذا الشرق انطلاقاً من الرئاسة الأولى في لبنان، ما دام العالم بأسره عارفاً أنّ هذه الرئاسة هي استحقاقٌ مسيحي، وأنّ عيون مسيحيي شرقنا المعذَّب شاخصةٌ إلينا!".
وختم غبطته موعظته داعياً الجميع إلى التمثُّل "بقدّيسنا مار أفرام الذي عاش بكلّيّته للرب بفرحٍ دائمٍ"، شاكراً اللجنة المنظِّمة والجوق البطريركي والحركات الرسولية والأخويات، وتلفزيون تيلي لوميار ـ نورسات والمؤسّسة اللبنانية للإرسال "أل بي سي" ووسائل الإعلام (تجدون النص الكامل لموعظة غبطته في خبر آخر على صفحة الأخبار في موقع البطريركية الرسمي هذا).
وفي نهاية القداس، وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطته التهاني بالعيد، يحيط به الأساقفة والكهنة.
|