يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لرسالة التهنئة والمعايدة بمناسبة عيد القيامة المجيدة، باللغة العربية، التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، إلى رؤساء الأساقفة والأساقفة والإكليروس والمؤمنين وأبناء وبنات كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار:
الرقم: 37/2016
التاريخ: 23/3/2016
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين
المبارَكين بالرب اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
قيامة المسيح من الموت تشكّل أساس الإيمان والرجاء به ربّاً ومخلّصاً، كما أعلنته الجماعة المسيحية الأولى وعاشته كحقيقةٍ أثبتتها كتب العهد الجديد، وتناقلها التقليد الرسولي، وكرزها الرسل وخلفاؤهم من بعدهم كجزءٍ جوهري من السرّ الفصحي مع الصليب. وقيامة المسيح ليست قيامته وحسب، إنّها قيامتنا وجميع الذين يؤمنون به. وهذا ما عناه بولس الرسول: "ولكنّ الله الغني بمراحمه، لحبّه الشديد الذي أحبّنا به، مع أنّنا كنّا أمواتاً بزلاتنا، أحيانا مع المسيح، وبنعمته خلّصنا، وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السموات في المسيح يسوع" (أف 2: 4ـ6).
فليكن هذا العيد مناسبةً للعودة إلى الله بالتوبة الصادقة والعزم الثابت بالعمل على مرضاته، أيّاً تكن المغريات. إنه مناسبةٌ للعودة إلى الذات، فنلقي نوراً في أعماق نفوسنا لنرى ما إذا كنّا نسير بصدقٍ وإخلاصٍ مع ذواتنا، ومع إيماننا بالمسيح القائم والذي أقامنا معه، فننزع عنّا إنساننا العتيق ونلبس الإنسان الجديد. وهو مناسبةٌ للعودة إلى بعضنا البعض، فلا نبقى متباعدين ومتنازعين، وقد أرادنا الله أن نعمل متضافرين على نشر بشرى إنجيله السارّة بالقول والعمل وشهادة الحياة، بما حبانا من مواهب وعطايا، وتحت أنوار روحه القدّوس.
بمناسبة عيد القيامة المجيدة، يطيب لنا أن نتقدّم من جميع إخوتنا الأحبار الأجلاء آباء السينودس المقدّس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وأعضاء الإكليروس والمكرَّسين، ومن أبناء كنيستنا وبناتها المؤمنين، بالتهاني القلبية مع مشاعر المحبّة الأبوية، ضارعين إلى الرب يسوع "القيامة والحياة"، أن يبسط أمنه وسلامه في العالم بأسره، وبخاصةٍ في بلادنا المشرقية المعذَّبة، سيّما في لبنان الحبيب، وسوريا الجريحة، والعراق الغالي، ليعود جميع النازحين والمهجَّرين إلى ديارهم في أرض الآباء والأجداد، وينعموا بالطمأنينة والإستقرار، ومن أجل الأردن، ومصر، والأراضي المقدّسة، وتركيا، وبلاد الإنتشار، في أوروبا وأميركا وأستراليا. كما نصلّي لأجل الفقراء، والمعوَزين، والحزانى، والمتألّمين، فيحيا الجميع بالمحبّة والألفة والثقة لبناء عالمٍ أفضل.
وإذ نبتهل إلى الرب كي يجعل هذا الزمن الخلاصي موسم خيرٍ ونعمةٍ لكم أجمعين، نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين. وكلّ عام وأنتم بألف خير. ܩܳܡ ܡܳܪܰܢ ܡܶܢ ܩܰܒܪܳܐ܆ ܫܰܪܺܝܪܳܐܺܝܬ ܩܳܡ المسيح قام، حقّاً قام
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|