الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة النهيرة في زيدل ـ حمص ـ سوريا

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء الأحد 20 آذار 2016، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وأقام رتبة النهيرة (الوصول إلى الميناء)، في كنيسة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في زيدل ـ حمص ـ سوريا، في مناسبةٍ فريدةٍ هي الأولى في التاريخ، إذ يترأس بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية هذه الرتبة المقدّسة في سوريا، يعاونه المونسنيور فيليب بركات المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    حضر الرتبة سيادة المطران مار إيوانيس لويس عوّاد، والخوراسقف يوسف فاعور، والشمامسة، والراهبات، وجوقة الرعية، وجموع غفيرة جداً من المؤمنين ناهزت ٩٠٠ شخصاً.

 

    وبعد كلمة ترحيبٍ للمونسنيور فيليب بركات، ارتجل عبطته موعظةً فيما يلي نصّها:

    "تعلمون أنّه على البطريرك أن يكون أباً لجميع أبناء وبنات كنيسته، ونحن ككنيسةٍ صغيرةٍ منتشرةٍ في الشرق، من العراق حيث العدد الأكبر، إلى سوريا ولبنان والأردن والأراضي المقدسة وتركيا، كما في بلاد الإنتشار. لذلك ليس من السهل أن يكون البطريرك كلّ عامٍ في مكانٍ واحدٍ، لأنّ عليه أن يهتمّ بالجميع.
     هذا العام شاءت العناية الإلهية أن نكون بينكم اليوم هنا في زيدل التي نستطيع القول إنها التجمّع الأكبر للسريان في سوريا، والتي تجمع العديد من أبنائنا المتجذّرين في أرضهم، والذين بالرغم من عظمة المعاناة، بقوا في أرضهم وصبروا، ومنهم من قرّروا الذهاب، ولهم حرية اختيار المستقبل لعائلاتهم. 
     اليوم نشارك في رتبةٍ مميّزةٍ تمتاز بها كنيستنا السريانية، وبها تبدأ الأسبوع الخلاصي، أسبوع الآلام، داعيةً إيّانا للتأمّل بعمق إيماننا الذي يدفعنا للتجاوب مع دعوة الرب لنا، أن نبقى ساهرين بالرغم من كلّ انشغالاتنا، لأننا لا نعلم متى سيأتي الرب ومتى سنلاقيه.
     هذه الرتبة تعرض علينا مثل العذارى الرائع والمؤثّر، حيث خمسٌ كنَّ يقظاتٍ حكيماتٍ مهيَّآتٍ بنور الأعمال الصالحة التي ترمز إليها المصابيح المضاءة بالزيت والكافية لمشوار الحياة. وخمسٌ كنَّ جاهلاتٍ غير مستعدّاتٍ للقاء الرب، لأنّهنَّ لم يحملنَ الزيت في مصابيحهنَّ، أي لم يتحلّينَ بالأعمال الصالحة.
     كما تعلمون، نحن في سنة الرحمة الإلهية التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس، نصلّي كي يؤهلنا الرب أن نتحلّى بالحكمة الكافية لملاقاة الرب. ونطلب من الرب الرحوم أن يجعلنا رحماء تجاه إخوتنا رغم كلّ نواقصنا، ضارعين إليه كي يهبنا أن نعيش الرحمة والحنان تجاه الآخرين كما هو ربنا تجاهنا.
    نتابع هذه الرتبة بهذه الأناشيد الرائعة، فنسير على درب الآلام، وصولاً إلى قيامة الرب ممجَّداً من القبر.
    كما علينا أن نبقى متّحدين بالمحبّة، فنحن كإكليروس وعلمانيين، علينا أن نحبّ بعضنا البعض كما أحبّنا الله ليعرف العالم أننا تلاميذه.
    نسأل الرب أن يرحمنا ويرحم هذا البلد المعذَّب بالمحبّة والألفة بين أبنائه رغم هذه المحنة الصعبة التي ألمّت بنا من خمس سنوات. فنحن سريان سوريون، وكلمة سوريا جاءت من السريان، ونريد أن نبقى متجذّرين بإيماننا وبلدنا".

 

    وقد تضمّنت الرتبة صلواتٍ خشوعيةً تأمّليةً بلحن الحاش (الآلام). وفي نهايتها طاف غبطته، يتقدّمه الإكليروس، حتى باب الكنيسة، حيث جثا غبطته قارعاً الباب ثلاث مرات بالصليب بخشوع. ثمّ فُتِحَ الباب، ودخل غبطته مع الإكليروس، وبارك المؤمنين.

 

إضغط للطباعة