الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد القيامة المجيدة لأبناء الجالية العراقية في لبنان

 
 

    في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم السبت 26 آذار 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد القيامة لأبناء الجالية العراقية في لبنان، يعاونه سيادة المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة، والأب يوسف سقط والأب يعقوب حسّو كاهنا إرسالية العائلة المقدسة لأبناء الجالية العراقية، وبمشاركة الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمامسة، وجوقة الإرسالية، بحضور جمهورٍ غفيرٍ من المؤمنين قارب عددهم الألفين شخصاً، وذلك في كنيسة مار الياس ـ الدكوانة ـ المتن، والتي تستعملها هذه الإرسالية لإقامة القداديس.

    في بداية القداس، أقام غبطته رتبة السلام مزيّحاً الصليب في الجهات الأربع، بعد زيّاحٍ حبري بارك فيه المؤمنين.

 

    وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظةً، فيما يلي نصها:

    "جئنا إليكم بعواطف الأب والراعي كي نشارككم الفرح والرجاء والسلام في هذا يوم قيامة الرب المجيدة، يوم الفرح والرجاء والسلام.

    نعم رغم كلّ مصائبنا ورغم النكبات والآلام التي حلّت بكم وبنا وتعيشونها في هذا البلد المصياف لبنان الذي نحبّه، لكنّكم تبقون بعيدين عن أرض الآباء والأجداد، في هذا الزمن الذي يدّعي فيه كبار العالم أنهم يدافعون عن الكرامة وحقوق الإنسان والحريّة والمساواة.

    نعم نحبّ لبنان الذي يبقى هذا البلد المضياف الذي يحتضن المهاجرين إليه، وأنتم تبقون الغالين علينا، ونحن نحبّكم أنتم الذين هُجِّرتم قسراً دون سلاحٍ ودون شيءٍ، هُجِّرتم فقط لأنكم تلاميذ المسيح.

    نعم نحن سنهتف مهما قست الأيام علينا: المسيح قام.

    نعم استطاعوا أن يهجّروكم، لكنّنا نبقى أبناء الرجاء.

    لقد استطاعوا أن يهجّروكم، لكنّهم لن يستطيعوا أن يقضوا على شعلة الرجاء الذي يأتيكم من الإيمان الذي تعلّمتموه من أجدادكم وجدّاتكم، وإلا لما كنّا سنجد هذا العدد الكبير منكم تملأون الكنيسة اليوم، لأنكم تحبّون الرب يسوع، والرب يسوع يحيا فيكم.

    إنكم شعب السلام. نعم قد تطغى لغة السلاح على العالم وبخاصة على الشعوب البريئة، لكن مع ذلك سنبقى ننادي بكلمات وأناشيد السلام التي خصصتها كنيستنا السريانية ليوم القيامة.

    كان يسوع يقول لتلاميذه في ظهوراته: السلام لكم، سلامي أعطيكم، سلامي أستودعكم.

    رغم معاناتنا، سنظلّ ننشد السلام ونعلّم السلام، لأنّ يسوع علّمنا قائلاً: طوبى لفاعلي السلام.

    الكلام سهلٌ لكنّ المعاناة كبيرة، لكن تأكّدوا أننا نشارككم ألمكم ومعاناتكم.

    سنتوجّه بعد عشرة أيّامٍ لتفقّد أهلنا في العراق، وقد كنّا الأسبوع الماضي في حمص في سوريا، وعاينّا المعاناة التي يعانيها أهلنا هناك. نصلّي من أجل تحرير أرضنا في سوريا وفي العراق.

    لا يجب أن نفقد الرجاء، ورغم ظروف حياتنا علينا أن ننشر السلام والأمل والرجاء. لا نريد أن يحصل معنا ما حصل مع أجدادنا في مذابح الإبادة منذ مئة عامٍ، ولن نفقد الرجاء أبداً مهما حصل، بل سنبقى في أرضنا ثابتين راسخين، ولن يستطيع أحدٌ اقتلاعنا منها.

    نطلب من الرب أن يجعلنا محافظين على الرجاء ثابتاً في قلوبنا وحياتنا، هو الذي علّمنا بقوله: ثقوا أنا قد غلبتُ العالم".

 

    وفي نهاية القداس تقبّل غبطته تهاني العيد من المؤمنين.

 

إضغط للطباعة