في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 27 آذار 2016، وهو عيد القيامة المجيدة، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس صباح العيد، في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي ـ المتحف ـ بيروت، يعاونه الأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية، بحضور ومشاركة صاحبي السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، والشمامسة الإكليريكيين، والراهبات الأفراميات، وجمعٍ من المؤمنين، يتقدّمهم العقيد روني بيطار ممثّلاً اللواء ابراهيم بصبوص مدير عام الأمن الداخلي اللبناني، والرائد حسين دياب.
وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة العيد، فيما يلي نصّها:
"نحبّ أولاً أن نرحّب بشخصين عزيزين، هما العقيد روني بيطار الذي يمثّل سعادة اللواء ابراهيم بصبوص مدير عام الأمن الداخلي اللبناني، والرائد حسين دياب، واللذين قَدِما إلينا كي يقدّما التهاني بعيد القيامة.
وكذلك نودّ أن نذكر شابين وصبيتين أرادوا الإتّحاد بسرّ الزواج، هما من عائلات مراد ومعمارباشي. نصلّي من أجلهم كي يكمل الرب معهم بسرّ الزواج وتتكلّل حياتهم بالنجاح والتوفيق وصالح الأعمال.
تطلبنَ يسوع الناصري المصلوب... ليس هو ههنا... لقد قام كما قال
في عيد القيامة، نجدّد إيماننا بالرب القائل: أهدموا هذا الهيكل وأنا أقيمه بثلاثة أيام.
نعم قام يسوع فعلاً، منتصراً على الألم والخطيئة والموت كي يعطينا الرجاء بالقيامة. نحن لم ننظر القيامة بالعين المجرّدة، إنما عاينّاها بعين الروح، كقول يسوع لتوما: طوبى للذين آمنوا ولم يروا.
نحن في حياتنا نعيش آلاماً ومعانياتٍ جسديةً ومعنويةً لا تُحصى، سواء في حياتنا أو في حياة أفراد عائلاتنا، وبخاصةٍ المصابين بأمراضٍ جسديةٍ أو معنويةٍ أو روحية.
ولكن نذكر أيضاً إخوتنا النازحين الذين تاهوا في العالم واستقبلهم بلدنا لبنان، هذا البلد المضياف.
صحيحٌ أننا نعاني الآلام وتصلنا يوماً بعد يوم الأخبار السيّئة، لكنّنا نبقى شعب الإيمان والرجاء، لأنّ الرب يسوع غلب الخطيئة والموت ووعدنا بالقيامة والنصر.
اليوم نذكر أنّ كنيستنا السريانية الكاثوليكية هي الكنيسة الوحيدة الموجودة في مدينة تدمر بسوريا، واليوم نسمع بفرحٍ واعتزازٍ بتحريرها، فنفرح كثيراً، وإن شاء الله سنزورها في أقرب وقت.
نحن نعتزّ أنّ أبناءنا وبناتنا من إكليروسٍ ومؤمنين ظلّوا ولا يزالون صامدين في أرضهم ومتشبّثين بإيمانهم.
زرنا الأسبوع الماضي أبرشية حمص في سوريا، وسنزور الأسبوع القادم العراق، لتفقّد أبنائنا النازحين والصامدين.
إننا نسأل الرب أن يجعل لبنان دائماً المنارة لجميع الأوطان، بالحضارة العريقة والوحدة بين أبنائه ومواطنيه. ونحن نعتزَ أنّ لبنان، وبالرغم من كلّ الصعوبات التي يمرّ فيها، سيبقى الملاذ الآمن الذي يفتح ذراعيه للجميع.
نطلب من الرب، بشفاعة أمّه مريم العذراء، أن يباركنا جميعاً، ويملأنا بالإيمان وبفرح القيامة".
وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين والمهنّئين بالعيد في الصالون البطريركي.
|