مساء يوم الأحد 11 كانون الأول 2016، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي أبرشية النيابة البطريركية للسريان الأرثوذكس في بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ، وذلك في مدينة بروكسل - بلجيكا.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة سيادةُ المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس الإنجيلي جبرائيل عطالله، والشمّاسان ديبو حبّابة ومنهل مخّول.
استُقبِل غبطتُه من نيافة المطران مار سويريوس حزائيل صومي النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والمؤمنين.
في البداية، أدّى جوقٌ من الأطفال ترتيلة استقبال رؤساء الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمّ بسلام أيّها الراعي الصالح). ثمّ أقام غبطته صلاة الشكر باللغة السريانية، ومنح البركة لأبناء الأبرشية.
وألقى نيافة المطران حزائيل صومي كلمة رحّب فيها بغبطته وبالوفد المرافق، مثمّناً زيارته، ومنوّهاً إلى مواقف غبطته الريادية ودفاعه المستميت عن مسيحيي الشرق، وحمله قضاياهم المحقّة والعادلة إلى كلّ المحافل الدولية وأصحاب القرار العالمي.
وتوجّه نيافته إلى غبطته بالقول: "تجاهدون لإيصال كلمة الشرق إلى الغرب، لربّما تخفّ المعاناة والمجازر التي نعيشها اليوم، وقد تخطّت إبادة السيفو. فأنتم، يا صاحب الغبطة، بمحبّتكم وقوّتكم وجهادكم، تحاولون إيصال حقيقة الوضع في الشرق بكلّ شجاعة وبدون أيّ تردُّد".
وأكّد نيافته "أننا بيت واحد وعائلة واحدة، ولا فرق بيننا، فنحن كنيسة واحدة ونعيش معاً بشركة ووحدة دائمة، قوّتكم هي قوّتنا، نطلب من رب المجد أن يسدّد خطاكم". وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة من القلب، عبّر فيها عن "الفرح الذي يملأ قلبنا عندما نزور أبناءنا السريان الذي يحبّون كنيستهم ويغارون عليها ويخلصون لها. إننا نُعجَب كثيراً ونفخر بإيمان عائلاتنا السريانية، وهذا نعتبره الإرث الروحي الثمين الذي نالوه من آبائهم وأجدادهم منذ القدم".
ونوّه غبطته إلى أنه كان يأمل "أن يكون لقاؤنا هذا في مديات أو إحدى قرى جبل طورعبدين الأشمّ، وقد زرنا ذاك الجبل العظيم منذ ستّ سنوات، وتباركنا من دير مار كبريال وقضينا فيه ليلة. لكنّ الله شاء أن تكونوا اليوم في بلجيكا، لأنكم تريدون أن تعيشوا بحرّيتكم الدينية وكرامتكم الإنسانية. إننا متأكّدون أنكم ستنقلون إرث الآباء والأجداد إلى الأولاد والأحفاد ليعتزّوا ويفتخروا به". وشكر غبطته "نيافةَ أخينا المطران مار سويريوس حزائيل لاستقباله إيّانا، كما لمشاركته معنا اليوم في القداس في مدينة لييج صباحاً، ثمّ هنا في بروكسل بعد ظهر اليوم، وهو بذلك يعبّر عن الوحدة والأخوّة التي تجمع كنيستنا السريانية بشقّيها الأرثوذكسي والكاثوليكي"، سائلاً الرب "أن يطيل بعمره وينجحه في رسالته الأسقفية الأبوية كما في أبحاثه العلمية"، طالباً منه تعالى "أن يبارك جميع الرعايا والمؤمنين في هذه الأبرشية المباركة".
وختم غبطته كلمته قائلاً: "ليس أفضل من أن ننهي كلمتنا هذه بذكر قداسة اخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الذي نعتزّ برباط المحبّة الأخوية والوحدة بيننا، وقد أصبحنا كلانا مثل ابراهيم التائه، إذ علينا أن نسأل عن أبنائنا ونتابعهم في كلّ مكان، وننقل صوت أبنائنا في الشرق، في سوريا والعراق ومصر وتركيا وسواها، إلى العالم كلّه. معكم ندعو لقداسته بتمام العافية والنجاح والتوفيق في رسالته الأبوية. ويطيب لنا أن نتمنّى لأبرشيتكم العزيزة، مطراناً وكهنةً ومجالس ومؤمنين، عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة".
وقد أهدى نيافة المطران حزائيل إلى غبطته وكلٍّ من مرافقيه كتاباً جديداً أصدره عن رسائل مار سويريوس الأنطاكي.
وودّع نيافتُه والكهنة والمؤمنون غبطةَ أبينا البطريرك والوفد المرافق كما استقبلوهم بمجالي الحفاوة والإكرام، متمنّين لهم عودة سالمة إلى لبنان.
.
|