في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 3 تشرين الأول 2016، افتتح غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الجلسة الإفتتاحية الأولى لاجتماعات السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، في القاعة المخصّصة لاجتماعات السينودس في الكرسي البطريركي في دير سيّدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا.
استهلّ غبطته الجلسة بالصلاة إلى الروح القدس. ثمّ ألقى غبطته الكلمة الإفتتاحية للسينودس، رحّب فيها بآباء السينودس، وبخاصة بالأسقفين الجديدين مار فولوس أنطوان ناصيف ومار ثيوفيلوس فيليب بركات اللذين يحضران اجتماع السينودس لأول مرّة بهذه الصفة.
ثمّ تحدّث غبطته عن الأوضاع المأساوية الراهنة التي يمرّ بها الشرق، لا سيّما العراق وسوريا، "والتحدّيات الكثيرة التي تواجهنا ككنيسة قليلة العدد وواسعة الإنتشار في القارات الخمس. لذا وجب علينا تعزيزُ الوحدة بيننا كبطريرك وأساقفة وإكليروس ومؤمنين، فنتحسّس بالنكبة المخيفة التي حلّت بنا".
ونوّه غبطته إلى أنّنا نستمدّ القوة من "يسوع ربّنا الذي وعدنا أن يبقى معنا دوماً، ونتعزّى بغنى عطايا روحه القدوس، شاهدين لإنجيل المحبّة والحقيقة في الوحدة والتضامن الفعّال. فمن قلب الفادي الإلهي المطعون بالحربة، ننال القوّة الروحية التي تجعلنا نطلق الصرخة دون خوف، ونعلي الصوت تجاه قوى الظلمة والظلم، مطالبين العالم وأصحاب القرار أن يحلّوا السلام الحقيقي المبني على الحقيقة والعدل".
وطالب غبطته بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بأسرع وقت، وبإدراج اسم السريان كمكوّن في الدستور العراقي والبطاقة الوطنية (الإستمارة)، أسوةً بسائر المكوّنات العراقية الأخرى، وبالوقف الفوري للحرب الدائرة في سوريا.
وأشار غبطته إلى الزيارات التي قام بها منذ انتهاء سينودس العام الماضي حتى الآن إلى "أبناء الكنيسة المنتشرين في بلاد الشرق وعالم الإنتشار، وهي تأتي للإطّلاع على أوضاع أولادنا وتشجيعهم على الثبات في الإيمان والتعلّق بكنيستهم"، وما عقده غبطته من لقاءات واجتماعات مع مسؤولين في مختلف الدول، وما شارك فيه من مؤتمرات وما ألقاه من محاضرات شرقاً وغرباً، "لكي نرفع كلمة الحق ونصرخ أمام العالم صرخة الألم التي تنتابنا بسبب النكبات التي حلّت بنا وبشعبنا وبكنائسنا"، مؤكّداً أنه "من حقّنا، ككنيسة ذات شرع خاص، أن نطالب بسلطة أقلّه بطريركية لكنيستنا في البلاد الأوروبية حيث كثرت الهجرة وبالأخص في السنوات الأخيرة".
ونوّه غبطته إلى المشاريع التي تقوم بها البطريركية في لبنان، من "المشروع السكني للعائلات الشابّة في الفنار - المتن، وفي حارة صخر – جونيه - كسروان، وإتمام كنيسة جونيه على اسم عذراء فاتيما، وإصرار على ترميم كاتدرائية مار جرجس في بيروت ترميماً كاملاً حسب الهندسة السابقة الأصيلة".
وختم غبطته كلمته بتجديد الثقة بوعد "مخلّصنا الرب يسوع وعهده الصادق الأمين، الذي يشدّد ضعفنا، ويحثّنا على مواصلة السير في دربه، بروح الشركة والشهادة لإنجيل المحبّة والعدل والسلام، مهما اعترت طريقنا من صعوبات وواجهتنا من تحدّيات".
بعد كلمة غبطته الإفتتاحية، تمّ انتخاب أمين سرّ جديد للسينودس، هو سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، لمدّة ثلاث سنوات قابلة للتجديد.
بعد ذلك استعرض غبطته جدول أعمال السينودس، علماً أنّ اليوم التالي سيُخصَّص لرياضة روحية للآباء، على أن تُتابَع الجلسات حتى انتهاء أعمال السينودس ظهر يوم السبت ١٠/٨.
|