الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
البيان الختامي لاجتماع الدورة الخريفية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا مقرّ بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك - باب شرقي - دمشق - سوريا ١٨ و١٩ تشرين الأول ٢٠١٦

 
 

    ننشر فيما يلي النص الكامل للبيان الختامي الصادر عن اجتماع الدورة الخريفية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والذي شارك فيه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وعُقِد في مقرّ بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك، في باب شرقي - دمشق - سوريا، في ١٨ و١٩ تشرين الأول ٢٠١٦:

    "يا ربّ امنح بلادنا السلام"، بهذا الدعاء نختتم دورتنا الخريفية لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا، التي انعقدت في بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك بدمشق. لقد تداولنا حول أوضاع أبرشياتنا ولا سيّما طرق دعم وجودنا ودورنا وتأمين خدمة شعبنا في الظروف المأساوية التي نعيشها منذ خمس سنوات ونيّف".
     وقد قدّم المجتمعون التقارير حول عملهم في اللجان التي تتناول حياة الكنيسة في سوريا ورسالتها، ومنها: لجنة العدالة والسلام، اللجنة الخيرية المشتركة (كاريتاس سوريا)، لجنة التعليم المسيحي، اللجنة المسكونية، لجنة الرهبانيات، لجنة الكتاب المقدّس، لجنة الحوار بين الأديان، لجنة وسائل الإعلام، لجنة الشبيبة، لجنة العائلة، اللّجنة القانونية.
     نحب أن نحيّي من دمشق حلب الصامدة المتألّمة. وكان من المقرّر أن نعقد اجتماع المجلس فيها، ولكنّ ظروفها الأمنية منعتنا من ذلك، ونحيّي هنا رعاتها الكنسيين ونحمّلهم محبّتنا إلى حلب وتضامننا مع أهلها. نصلّي كي تنتهي معاناة حلب وأن يعمّ السلام والأمان كما جرى في مناطق أخرى في حمص وريفها وفي معلولا وأخيراً في داريّا، وأن تعمّ المصالحات جميع أنحاء سوريا الحبيبة. ونصلّي ليحلّ السلام في سوريا والعالم.
     إنّنا نشكر من يقف إلى جانبنا، من مؤسّسات ومنظّمات ودول، لكي تتابع الكنيسة خدماتها لجميع المواطنين حيث لها الدور الرائد في المجتمع السوري، وذلك من خلال الدعم المادّي والروحي والاجتماعي. تريد الكنيسة أن تساعد أولادها الأحباء، لا سيّما الشباب، على الصمود وعدم الهجرة وقد أصبحت تسونامي، حملت أولادنا عبر البحار والمحيطات إلى أنحاء العالم. إنّنا نسعى إلى كيفية مساعدة أولادنا على البقاء والصمود رغم الأزمة والمعاناة. ومهما تكن الظروف، لا بدّ لنا أن نبقى ونصمد ونشجّع أولادنا لكي يثبتوا حيث زرعهم الله في سوريا مهد المسيحية، محافظين على إيمان أجدادهم. كما ندعو الذين اضطرّوا إلى الهجرة لكي يحافظوا على شعلة الإيمان المقدّس.
     إنّنا نترحم على شهدائنا وضحايا العنف والإرهاب. ونذكر المفقودين والمخطوفين من أولادنا في كلّ بقعة في سوريا، والكهنة، والمطرانين يوحنّا ابراهيم وبولس يازجي. نصلّي لأجل رئيسنا ومعاونيه، ولأجل جيشنا الصامد الأمين على رسالة الوطن. فهم حماة الديار!
     ونحب أن نشكر قداسة البابا فرنسيس الذي يذكر سوريا أسبوعياً مرّةً أو مرّتين بهذه العبارة: "سوريا أو سوريتي الحبيبة". وقد أظهر في هذا الشهر محبّته لسوريا بأن رقّى سيادة السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري إلى مصف الكرادلة، ولقد أراد قداسة البابا أن يعبّر عن شكره وتقديره فوضعه على رأس لائحة الكرادلة، وقرّر أن يبقى سفيراً وكردينالاً في سوريا. وقال قداسته لدى إعلان اسمه في مصف الكرادلة: إنّ هذا التدبير هو علامة تضامن ومحبّة نحو سوريا الحبيبة والشهيدة.
     نشكر المخلّص يسوع المسيح الراعي الصالح على عنايته بكنيسته وبسوريا، حيث ظهر فيها لشاول بولس على طريق دمشق، فحوّله إلى رسول الأمم انطلاقاً من سوريا. ونستمطر على كنيستنا وبلدنا الحبيب سوريا فيض البركات من لدن الله، ولا سيّما نعمة بقاء المحبّة عامرةً في قلوبنا جميعاً وفي كلّ أنحاء سوريا. ويبقى التعاون والتضامن والإخاء والعطاء والقيم الإيمانية والوطنية والتراثية التي تميّزت بها سوريا.
     ونقول لجميع أبنائنا ولجميع أبناء سوريا مع قداسة البابا فرنسيس: "لا تتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبكم". وابقوا هنا في سوريا الحبيبة نوراً وملحاً وخميرة.

 

إضغط للطباعة