في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الجمعة 27 كانون الثاني 2017، زار غبطةُ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، فخامةَ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وذلك في القصر الجمهوري في بعبدا.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة سيادةُ المطران مار ربولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
خلال اللقاء، هنّأ غبطتُه فخامةَ الرئيس على ما يقوم به من أعمال ونشاطات وزيارات خارجية تُبرِز أهمّية دور لبنان – الرسالة للشرق والغرب، وما يعلنه من مواقف تصبّ في مصلحة لبنان وطناً وشعباً، وذكر غبطته خاصةً الكلمة الشاملة والجامعة التي ألقاها فخامته لدى استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الجمهوري، وفيها أعلن فخامته المواقف الجريئة والحازمة والواضحة بخصوص مختلف المواضيع الداخلية والخارجية.
وتحدّث غبطته عن موضوع قانون الإنتخاب الجديد للمجلس النيابي، مجدّداً أمام فخامته المطالبة بقانون انتخاب عصري يمثّل الجميع بالمساواة والعدالة، خاصّاً بالذكر المكوِّن السرياني وهو مكوِّن أصيل ومؤسِّس في لبنان. وقدّم غبطته إلى فخامته نسخةً عن الوثيقة المشتركة لتي أصدرها ووقّعها غبطته وقداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، في التاسع من أيّار من العام الماضي 2016، وفيها طالب البطريركان بإخراج السريان في لبنان من دائرة ما يُسمَّى بالأقلّيات، وبضرورة تمثيل السريان بمقعدين في المجلس النيابي، مقعد للسريان الكاثوليك ومقعد للسريان الأرثوذكس، وكذلك بتمثيلهم في الحكومة، وفي مختلف وظائف الفئة الأولى والوظائف العامّة المدنية والعسكرية والقضائية والأمنية وسواها، فيُنصَف السريان ويُعطوا للمرّة الأولى جزءاً من حقّهم في وطنهم لبنان.
أمّا فخامة الرئيس، فأكّد سعيه الدائم لضمان حقوق جميع الطوائف التي يشكّل وجودها في لبنان مصدر غنى ونموذجاً يُحتذى، ومن بينها السريان، مشدّداً على التزامه العمل من أجل المحافظة على فرادة لبنان التي تبرز خصوصاً في مجتمعه التعدّدي المتوازن.
وجدّد فخامته التأكيد على موقفه بضرورة إقرار قانون انتخابي جديد يؤمّن عدالة التمثيل قبل موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، احتراماً للميثاق الوطني والدستور وتحصيناً للوحدة الوطنية وتحقيقاً لعدالة التمثيل لجميع الطوائف من دون تهميش أو إقصاء أحد.
وتطرّق الحديث إلى الأوضاع الراهنة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وبخاصة في سوريا والعراق، والحضور المسيحي في الشرق. كما وجّه غبطته إلى فخامته الدعوة لرعاية وحضور القداس السنوي الذي تقيمه بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية بمناسبة عيد مار أفرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية وملفان الكنيسة الجامعة.
وبعد اللقاء، تحدّث غبطة أبينا البطريرك أمام وسائل الإعلام، فقال:
"سُعدنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس العماد ميشال عون، والتي نعتبرها دائماً مدعاة للفرح والإعتزاز، سيّما وأنّ فخامته يقوم بجولات لزيارة البلدان الشقيقة والصديقة للتذكير بأهمّية لبنان ورسالته في هذه المنطقة".
وأضاف غبطته: "لقد هنّأنا فخامةَ الرئيس على كلمته التي ألقاها بمناسبة لقائه السلك الدبلوماسي، حيث أظهر فخامته أهمّية دور لبنان ورسالته والمعاناة التي يعيشها بسبب الظروف المؤلمة المحيطة به وأزمة النزوح. وكذلك هنّأنا رئيسَ الجمهورية على المساعي الحثيثة التي يبذلها لوضع قانون انتخاب يمثّل جميع الفئات والطوائف بالشكل الصحيح. وقد ذكّرْنا فخامةَ الرئيس بالوثيقة المشتركة التي قدّمناها له باسم صاحب القداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك السريان الأرثوذكس، وباسمي، لتنال طائفتانا السريانيتان، الأرثوذكسية والكاثوليكية، حقّهما في المجلس النيابي، بمقعدٍ لكلٍّ منهما. وقدّمنا إلى فخامته أيضاً كتاب دعوة لرعاية وحضور احتفالنا السنوي الذي سيقام بمناسبة عيد مار أفرام السرياني، شفيع كنيستنا، حيث سيكون حضور فخامته في الرابع من آذار في كاتدرائيتنا في الأشرفية - المتحف – بيروت مدعاة سرور وافتخار، ليس فقط لأولادنا في لبنان، ولكن أيضاً لإخوتنا وأخواتنا في البلاد الشقيقة الذين سيرون أنّ فخامته لا يميّز بين أحد وهو مع جميع أبنائنا وبناتنا في احتفالاتهم".
|