صباح يوم الخميس 9 شباط 2017، وهو السابق لجمعة الأحبار والكهنة الراقدين، وبحسب التقليد المتَّبَع في كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية بأن يُقام في هذا اليوم تذكار البطاركة الراقدين، سيّما البطريرك الأخير الراقد، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح الكابيلا التاريخية القديمة في دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، مقدّماً الذبيحة راحةً لنفوس البطاركة الراقدين، سيّما المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود الراقد في روما في نيسان 2012.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور صاحبي السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، وكهنة دير الشرفة والإكليريكية، والرهبان الأفراميين وطلاب إكليريكية دير الشرفة.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن البطريرك موسى الأول، "هذا الوكيل الأمين الذي بعناية إلهية رفعه الله إلى الدرجة الأسقفية والبطريركية لخدمة الكنيسة".
وأشار غبطته إلى أنه "ليس هناك أحد كامل، مهما وصل إلى درجات كنسية عليا، فالجميع بحاجة إلى نعمة ربنا لإكمال الخدمة بالمحبّة والوحدة والإنفتاح واكتشاف علامات الأزمنة. فرسول الأمم مار بولس يقول "ليس لنا هنا مدينة باقية"، فنحن سنؤدّي يوماً حساب وكالتنا، لذا علينا أن نكون كالوكيل الأمين المستعدّ دائماً للقاء سيّده، فمهما كان حِملنا ومهمّاتنا، علينا أن نكون مستعدّين لاتّباع الرب الذي دعانا، والخروج معه خارج المحلّة، إذ أنّ من يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء لا يصلح لملكوت الله".
ونوّه غبطته إلى أنّ "مار بولس يطلب منّا أن نطيع رؤساءنا، وهذه أصعب فضيلة، فهي تتطلّب منّا التواضع وإفراغ الذات من أفكارنا ومصالحنا الشخصية والتحلّي بالروح الكنسية، لأنّ الرب دعانا إلى الخدمة".
وختم غبطته موعظته سائلاً الرب أن "يجدّد فينا الثقة الكاملة بأحكامه، ويعيننا لنتبعه في دعوتنا، بالمحبّة والأمانة والوداعة".
وبعد القداس، سار غبطته في موكب حبري يتقدّمه الإكليروس إلى مدافن البطاركة والأساقفة والكهنة في الباحة الخارجية لإكليريكية دير الشرفة، حيث أقام غبطته تشمشت (خدمة) الأحبار الراقدين، ضارعاً إلى الرب يسوع، راعي الرعاة، أن يمنح بطاركتنا وأحبارنا وكهنتنا الراقدين الراحة والنيّاح في الملكوت السماوي، ويقوّينا لمتابعة مسيرة خدمة كنيسته.
|