ظهر يوم الثلاثاء 14 شباط 2017، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، قداسةَ أخيه مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وذلك في مقرّ قداسته البطريركي في دير مار يعقوب البرادعي – العطشانة – لبنان.
رافق غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة أصحابُ السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور 17 مطراناً من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الملنكارية في الهند، ونيافة المطران مار خريسوستوموس ميخائيل شمعون مدير المؤسّسات البطريركية الخيرية السريانية الأرثوذكسية في العطشانة.
خلال اللقاء، أكّد غبطة أبينا البطريرك أنّه يقوم بهذه الزيارة "لتأكيد محبّتنا ودعمنا وتضامننا معكم يا أخانا صاحب القداسة، فأنتم رأس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، وتمثّلون أصالتها وتاريخها المجيد وحاضرها المُشرِق ومستقبلها الباهر".
وتابع غبطته: "إننا نشعر معكم بألم الخضّة التي حصلت في أوروبا بسبب بيان بعض المطارنة الذين نسوا أنّ الكنيسة هي شركة ومجمع أسقفي برئاسة قداسة البطريرك، فحتّى لو كانت هناك قضايا للنقاش، يجب أن يتمّ ذلك بحسب روح الله والكنيسة".
وتوجّه غبطتُه إلى قداستِه: "نرجو أن تقبلوا منّا، كما من إخوتنا المطارنة الأجلاء، ومن كنيستنا السريانية الكاثوليكية، سينودساً وإكليروساً ومؤمنين، هذا التعبير الأخوي عن التضامن الكامل والمحبّة العميقة والتقدير الفائق لشخصكم، ومن خلالكم للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، ونحن نعدكم بالصلاة من أجلكم كي تعود الوحدة الحقيقية إلى مجمعكم، وكي يعود هؤلاء الذين نشروا الشكوك في العالم بدل المحبّة والحوار إلى أحضان الكنيسة.فالرب يسوع وعدنا أنّه سبيقى مع كنيسته دائماً، ونحن على يقين أنّ وعده صادق وهو أمين أنه سيحفظ كنيسته على الدوام".
وردّ قداسة البطريرك أفرام الثاني متوجّهاً إلى غبطة أبينا البطريرك: "خطوتكم مقدّرة كثيراً أيّها الأخ الجليل صاحب الغبطة، ونحن ممتنّون جداً لكم وللإخوة المطارنة الذين يرافقونكم، فقد كنتم، يا صاحب الغبطة، السبّاقين في التعبير منذ اللحظة الأولى عن محبّتكم وتضامنكم ووقوفكم إلى جانبنا، وأتبَعتُم ذلك ببيانكم الرسمي المعبّر بصدق عن تضامنكم ومؤازرتكم مع كنيستكم الشقيقة، حتى أصابتكم بعض الكلمات والعبارات".
وجدّد قداسته التعبير "عن محبّتنا وإيماننا ووحدتنا معاً، وهذا لا يحتاج إلى قول، وإنّنا نرجو صلواتكم، فنحن دائماً معاً، وليس لنا إلا بعضنا البعض، لأننا كنيسة واحدة وشعب واحد، كما نقول ونؤكّد على الدوام".
وتابع قداسته: "نرجو أن تزول هذه المحنة سريعاً، ونشكر الله لأنّ المؤمنين غمرونا بمحبّتهم وإيمانهم ووقفتهم الواحدة ضدّ هذا التصرُّف الشاذّ الذي لا يمثّل الكنيسة ولا يعبّر عن مجمعها المقدس".
وقدّم قداسة البطريرك أفرام الثاني إلى غبطة أبينا البطريرك يوسف الثالث التهاني الأخوية القلبية بمناسبة حلول الذكرى السنوية الثامنة وبدء السنة التاسعة لجلوس غبطته على الكرسي البطريركي الأنطاكي للكنيسة السريانية الكاثوليكية في الخامس عشر من شهر شباط، متمنّياً لغبطته، بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، سينودساً وإكليروساً ومؤمنين، عيداً مباركاً مقروناً بالصحّة والعافية والعمر المديد والتوفيق الجليل في رعاية الكنيسة السريانية الكاثوليكية وتدبيرها بالحكمة والفطنة.
فشكر غبطتُه قداستَه على لفتته الأخوية، مثمّناً محبّته وتهنئته، مبادلاً إيّاه المشاعر الأخوية الطيّبة.
ثمّ غادر غبطة أبينا البطريرك وصحبه مودّعين كما استُقبِلوا من قداسته والمطارنة الحاضرين بمجالي المحبّة والإكرام.
|