الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب يوم الجمعة العظيمة

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 14 نيسان 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، برتبة السجدة للصليب ودفن المصلوب يوم الجمعة العظيمة، وذلك في كاتدرائية سيّدة البشارة – المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه في الرتبة الأب طوني حمزو والأب شارل مراد كاهنا الرعية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وأشرفت حركة مار شربل ببيروت على التنظيم، بحضور ومشاركة جماهير غفيرة جداً من المؤمنين ضاقت بهم الكاتدرائية على رحبها، ونقل الرتبة تلفزيون تيلي لوميار – نورسات مباشرةً على الهواء إلى المشاهدين في لبنان والعالم.
    خلال الرتبة التي أُنشِدت فيها الترانيم بلحن الحاش (الآلام)، وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة الجمعة العظيمة بعنوان "وأنا متى ارتفعتُ جذبتُ إليّ جميع البشر"، تحدّث فيها عن معاني ورموز رتبة السجدة للصليب، وأهمّية إكرام الصليب الذي أضحى مع موت الرب يسوع عليه راية النصر وعلامة الظفر، متأمّلاً بسرّ الشرّ والألم في حياتنا والعالم، منوّهاً إلى أنّنا لسنا عشّاق الألم ولكنّنا نقدّس آلام المسيح الخلاصية التي قَبِلها فادينا عن حبٍّ لا مثيل له.

    وأكّد غبطته أنه لكي نستفيد من عمل فدائنا، علينا أن نقف بدورنا تحت أقدام المصلوب على غرار مريم العذراء والنسوة التقيات ويوحنّا الحبيب، ونتأمّل بصمتٍ واستسلامٍ لمشيئة الله، مقتدين بيسوع الفادي الذي وحده يساعدنا على قبول سرّ الألم الذي يرافقنا منذ ولادتنا حتى مماتنا، متطرّقاً بالشرح إلى الكلمات السبع نطقها يسوع من فوق الصليب، وهي:

    يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس، يا امرأة هذا هو ابنك وهذه هي أمّك، إلهي إلهي لماذا تركتَني، أنا عطشان، لقد تمّ، يا أبتاه في يديك أستودع روحي.

    وتكلّم غبطته عمّا يعانيه مسيحيو الشرق اليوم من آلام اضطهاد واقتلاع وأحداث مريعة منذ سنوات، وبخاصة في سوريا والعراق ومصر، متطرّقاً إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها غبطته في الأيّام الماضية إلى أبرشيتي حمص وحلب بسوريا، وكذلك إلى الوضع في لبنان، مجدّداً الإيمان بالعناية الإلهية رغم كلّ ما يسبّبه لنا الشرّ في العالم من آلام، مستلهماً منبعاً للرجاء فوق كلّ رجاء، متجاوباً مع رسالة الإنجيل في نشر المحبّة والرحمة والسلام، ومشيراً إلى أنّ خشبة الصليب التي رأى فيها الآخرون عاراً وشكّاً، ستبقى لنا رمز فخرٍ وخلاص.

    وبعد الموعظة، أنشد غبطته بالسريانية نشيد السجود للصليب: "فلنسجد للصليب الذي به خُلِّصنا، ومع لصّ اليمين نهتف: أذكرنا في ملكوتك"، وردّد بعده الإكليروس والمؤمنون النشيد عينه بالسريانية والعربية.

     ثمّ طاف غبطته في زيّاح حبري مهيب داخل الكاتدرائية وخارجها، ليتمّ بعدها رفع نعش المصلوب عالياً فيمرّ الجميع تحته لنيل البركة، ويتباركوا بعدئذٍ من الصليب، قبل أن يقيم غبطته رتبة دفن المصلوب بعد أن نضحه بالزيت ورشّ عليه البخور والطيوب، ثمّ وضعه في قبر خاص تحت المذبح وبخّره.

     وفي الختام، منح غبطته بركة آلام الرب يسوع وموته الخلاصي بالصليب المقدس.

 

إضغط للطباعة