في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 16 نيسان 2017، وهو عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس صباح العيد، في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي - المتحف - بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة الشمامسة والراهبات الأفراميات وجموع من المؤمنين.
أقام غبطته رتبة السلام بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وزيّح الصليب المقدس في الجهات الأربع، ثمّ طاف في زيّاح حبري مهيب داخل الكنيسة.
وبعد الزيّاح، ارتجل غبطته موعظة روحية، تحدّث فيها عن الفرح الروحي العظيم الذي يعيشه المؤمنون بقيامة الرب يسوع من بين الأموات منتصراً على الألم والخطيئة والموت كي يعطينا الرجاء بالقيامة، مؤكّداً أننا لم ننظر القيامة بالعين المجرّدة، إنما عاينّاها بعين الروح، كقول يسوع لتوما "طوبى للذين آمنوا ولم يروا"، ومتناولاً موضوع لقاء يسوع بتلميذي عمّاوس الذي شكّل محور رسالة غبطته بمناسبة عيد القيامة بعنوان "أُمكُث معنا... يا رب".
وتطرّق غبطته إلى الحديث عن "الآلام والمعانيات الجسدية والمعنوية التي لا تُحصى، سواء في حياتنا أو في حياة أفراد عائلاتنا، وبخاصةٍ المصابين بأمراضٍ جسديةٍ أو معنويةٍ"، مشيراً إلى أنه "صحيحٌ أننا نعاني الآلام وتصلنا يوماً بعد يوم الأخبار السيّئة، لكنّنا نبقى شعب الإيمان والرجاء، لأنّ الرب يسوع غلب الخطيئة والموت ووعدنا بالقيامة والنصر".
وتكلّم غبطته عن الأوضاع الحالية في سوريا والعراق، مسهباً بالحديث عن الزيارة الأخيرة التي قام بها قبل أيّام إلى أبرشيتي حمص وحلب، معرباً عن اعتزازه أنّ "أبناءنا وبناتنا من إكليروسٍ ومؤمنين ظلّوا ولا يزالون صامدين في أرضهم ومتشبّثين بإيمانهم".
وفي ختام موعظته، سأل غبطته الرب أن يجعل لبنان دائماً المنارة لجميع الأوطان، بالحضارة العريقة والوحدة بين أبنائه ومواطنيه، مؤكّداً اعتزازه "أنّ لبنان، وبالرغم من كلّ الصعوبات التي يمرّ فيها، سيبقى الملاذ الآمن الذي يفتح ذراعيه للجميع، طالباً من الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء، أن يبارك الجميع ويملأهم بالإيمان وبفرح القيامة".
وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين والمهنّئين بالعيد في الصالون البطريركي.
|