ننشر فيما يلي النص الكامل للرقيم البطريركي الذي وجّهه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وفيه يقدّم غبطته التعازي بوفاة المرحوم الأب عصام نعّوم، وقد تلي نص الرقيم البطريركي خلال رتبة الجنّاز والدفن التي أقيمت في كاتدرائية مار بولس في باب شرقي – دمشق بعد ظهر يوم السبت 16 أيلول 2017:
الرقم: 195/2017
التاريخ: 15/9/2017
سيادة أخينا الحبر الجليل مار غريغوريوس الياس طبي
رئيس أساقفة دمشق الجزيل الإحترام
الآباء الكهنة والشمامسة وأعضاء اللجان والمؤسّسات والجمعيات والمؤمنون
أعضاء رعية مار يوسف في جرمانا
شقيقة المرحوم الأب عيسى (عصام) نعيم نعّوم وعائلتها وعموم آل نعّوم وأنسباؤهم في الوطن والمهجر
نهديكم النعمة والمحبّة والسلام بالرب يسوع مخلّصنا المنبعث من الموت ومصدر عزائنا ورجائنا، وبعد:
بحزن وأسف عميقين نودّع ابننا الروحي المحبوب الأب الفاضل عيسى (عصام) نعيم نعّوم، كاهن رعية مار يوسف في جرمانا من أبرشية دمشق للسريان الكاثوليك، الذي انتقل من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية بعد صراع مرير مع المرض الذي خطفه من بيننا وهو في ريعان الشباب وعزّ العطاء. وكانت الكنيسة تتوسّم به خيراً وتعقد عليه الآمال بمتابعة الخدمة الكهنوتية بما تحلّى به من غيرة وتفانٍ وإخلاص وبذل ذات، وبمحبّة شهد لها القاصي والداني. فقد كان كاهناً فاضلاً وراعياً محبوباً من أبناء رعيته كما من القادمين إليها من اللاجئين العراقيين وسواهم، يعرف كيف يعتني ببيت الرب، فكسب محبّة الكبير والصغير.
عرفنا الأب المرحوم كاهناً ملتزماً بخدمة كنيسته، فقد أرسله راعي أبرشيته سنة 1994 إلى دير سيّدة النجاة - الشرفة في لبنان ليستكمل فيه تنشئته الكهنوتية، وفي جامعة الروح القدس في الكسليك، حتى تخرّجه منها. ثمّ رُسم كاهناً في 8 أيلول 2000، فاستمرّ على المهام الرعوية والإجتماعية، وخدمة المعاقين، ورئيس قلم المحكمة الكنسية. وأضاف إليها خدمة رعية مار يوسف في جرمانا، أوّلاً ككاهن مساعد، ثم كاهناً مسؤولاً عن الرعية، حيث ظلّ يعمل بجدّ ونشاط حتى في الفترة الأخيرة وهو يصارع المرض العضال. أسّس مركزاً للتعليم المسيحي وأنشطة روحية للشباب وللسيّدات، وأخوية العائلات الرعائية، ونادياً للإخوة المعاقين في جرمانا، وبيتاً لاستقبال المعاقين اليتامى. كما نشط في استقبال ومواكبة العائلات المسيحية المهجّرة من العراق. وخلال الأزمة الأخيرة في سوريا، شمّر عن ساعد الجدّ متفانياً في خدمة المحتاجين وتأمين احتياجاتهم المختلفة من جراء ويلات الحرب.
في عام 2010، عيّنّاه عضواً في اللجنة الليتورجية المنبثقة عن السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية. وكانت مشاركته فعّالة وعمله مقدَّراً في إنجاز الإصلاح الليتورجي لخدمة القداس الإلهي الذي سيصدر قريباً عن السينودس المقدّس.
في الأشهر والأيّام الأخيرة، تحمّل الأب الراحل أوجاع وآلام المرض العضال بصبر، حاملاً صليبه بفرح وتسليم كلّي لحبيبه يسوع الذي كرّس له ذاته، فأضحى مثالاً يُحتذى للإكليروس والمؤمنين على السواء.
تعازينا الحارّة نقدّمها إلى سيادة أخينا المطران مار غريغوريوس الياس طبي، وكذلك إلى سيادة أخينا المطران مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت، وإلى الآباء الكهنة والشمامسة وأعضاء اللجان والمؤسّسات والجمعيات في أبرشية دمشق، وبخاصة أعضاء رعية مار يوسف في جرمانا، وإلى شقيقة الأب المرحوم وعائلتها وعموم آل نعّوم وأنسبائهم في الوطن والمجهر، سائلين الله أن يسكب على قلوبهم جميعاً بلسم الصبر والعزاء. وقد قرّبنا الذبيحة الإليهة وأقمنا صلاة الجنّاز راحةً لنفسه في دير سيّدة النجاة الشرفة البطريركي، بمشاركة الأساقفة والكهنة والمؤمنين.
رحم الله الأب عيسى (عصام) نعيم نعّوم، وأسكنه في ملكوته السماوي صحبة الأبرار والصالحين والوكلاء الأمناء الذين تبعوا الرب في درب آلامه وهم يشاركونه في مجد قيامته الخلاصية. وليكن ذكره مؤبَّداً.
نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، والنعمة معكم.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|