في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين 1 كانون الثاني 2018، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة 2018 ويوم السلام العالمي، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي – المتحف – بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بمشاركة الراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية هنّأ في مستهلّها المؤمنين بحلول العام الجديد، متمنّياً لهم عاماً مباركاً، منوّهاً إلى أنّ "اليوم هو عيد ختانة الرب يسوع، فبعد ثمانية أيّام خُتن يسوع وسُمّي بالإسم الذي كان قد أعلنه الملاك. يسوع يعني "الله مخلّص"، ونحن نؤمن أنه حقيقةً المولود من مريم العذراء في بيت لحم هو إلهنا المخلّص".
وأشار غبطته إلى "أننا بالإيمان بربّنا يسوع أصبحنا أحراراً، فاليهود كانوا يتمّمون الشريعة حسبما أعطاهم إيّاها موسى، لكن في نفس الوقت الشريعة ليست هي الهدف للمؤمن، إذ هدفنا أن نعيش الإيمان في حياتنا اليومية"، مؤكّداً أننا نحن المؤمنين بالرب يسوع تحرّرنا من سلطة الشريعة، فالأساس هو "ما يخرج من قلب الإنسان الذي يمكن أن يكون خطيئة، بغض، كراهية، حسد، وما شابه من الرذائل والنيات السيّئة التي نسمح أن تتغلّب علينا وعلى أخلاقيتنا".
وأكّد غبطته أنّ الرب يسوع "جاء كي يبشّرنا بالسلام، ويذكّرنا أننا دوماً نتبع تعليم الرب في خدمتنا للآخرين الذين يحتاجون إلينا. فلا يكفي أن نعتدّ بأنفسنا أننا أتقياء وننسى إخوتنا الذين يحتاجون إلينا"، مشدّداً على أنّ "الكنيسة تذكّرنا أنّ السنة المقبولة للرب، هي السنة التي نعيشها بمرضاة الرب، أي أن نعمل كلّ جهدنا كي نرضي الله في حياتنا، في أقوالنا وأفعالنا وسيرتنا، وهذه هي السنة التي ستكون سنة مباركة، ونتمنّاها للجميع".
وتطرّق غبطته إلى احتفال الكنيسة يوم رأس السنة في الأوّل من كانون الثاني من كلّ عام بيوم السلام العالمي، وهي تطلب من جميع البشر، المؤمنين المسيحيين وغير المسيحيين، ليس فقط أن يصلّوا من أجل السلام في العالم، بل أيضاً أن يكونوا كما قال يسوع فاعلي السلام. فيعملوا كلّ جهدهم كي ينشروا السلام حولهم، في العائلة، في المجتمع، في البلد، وفي العالم، مشيراً إلى أنّ قداسة البابا فرنسيس، وكعادة الكرسي الرسولي كلّ عام، وجّه قداسته رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام، بعنوان "مهاجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام".
وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى الرب يسوع، الطفل الإلهي، بشفاعة أمّه مريم العذراء، أن يمنح السلام للبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدسة والشرق والعالم، حتى يعرف المسيحيون أنّ الرب معهم كما وعدهم، وأن يبقوا دائماً من فاعلي السلام حسب روح الرب يسوع الذي هو ملك السلام، وحسب شفاعة العذراء التي هي سلطانة السلام، مجدّداً التمنّيات بسنة جديدة ملؤها الخير والبركة والصحّة والفرح والنجاح والإزدهار.
وبعد البركة الختامية، استقبل غبطته المؤمنين الذين قدّموا له التهاني بحلول العام الجديد في الصالون البطريركي.
|