صباح يوم الخميس ١٠ أيّار ٢٠١٨، زار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، دير الزعفران التاريخي قرب مدينة ماردين - تركيا، وهو المقرّ القديم لكرسي بطريرك أنطاكية للسريان، والمقرّ الحالي لمطرانية ماردين ودياربكر للسريان الأرثوذكس.
استُقبِل عبطتُه أمام مدخل الدير من صاحبي النيافة مار فيلكسينوس صليبا أوزمان مطران ماردين ودياربكر للسريان الأرثوذكس ورئيس دير الزعفران، ومار غريغوريوس ملكي أورك النائب البطريركي في أديمان وتوابعها للسريان الأرثوذكس، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان وشمامسة الدير.
دخل غبطته كنيسة مار حنانيا في الدير على أنغام نشيد استقبال الأحبار "تو بشلوم"، يتقدّمه الأساقفة والإكليروس، وأدّى صلاة الشكر وتشمشت (خدمة) العذراء.
ووجّه نيافة المطران صليبا أوزمان كلمة أعرب فيها عن فرحه وسروره باستقبال غبطة أبينا البطريرك في هذا اليوم التاريخي وفي هذا الدير المقدس مقرّ بطاركة الكنيسة السريانية، مؤكّداً أمام غبطته أنّ هذا الدير هو بيته وديره الذي ينتظره ويتشوّق لنيل بركته الأبوية، إذ أنّ الكنيستين السريانيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية هما في الحقيقة كنيسة واحدة وشعب واحد، معتبراً أنّ زيارة غبطته تبعث الرجاء والأمل بمستقبل مُشرق في أرض الآباء والأجداد، رغم ما تعانيه الكنيسة في الشرق من آلام الإضطهاد في السنوات الأخيرة.
وتمنّى نيافته لغبطته زيارة ناجحة، مع الدعاء بالصحّة والعافية والتوفيق في كلّ أعماله في رعاية الكنيسة المقدسة.
وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة استهلّها بشكر الله "الذي أهّلنا أن نقوم بهذه الزيارة لنعود إلى جذورنا الروحية والطقسية والتاريخية في هذا الدير المقدس الذي يُعتبَر الدير الأمّ لكنيستنا السريانية ولماردين وأديرتها".
كما توجّه غبطته بالشكر إلى صاحبي النيافة والآباء الكهنة والرهبان والشمامسة والمؤمنين على استقبالهم الحارّ، مستذكراً بمشاعر المحبّة الأخوية قداسةَ أخيه مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، ومؤكّداً ما ينادي به ويدعو إليه مع قداسته على الدوام إذ يحثّان "أولادنا السريان أينما كانوا يعيشوا الوحدة، لأنّنا كنيسة واحدة بالإيمان والطقس وبالتاريخ والشعب، متطلّعين دوماً نحو الرب يسوع، وطالبين منه أن يجعلنا واحداً بالمحبّة والأخوّة اللتين تجمعاننا".
وختم غبطته كلمته سائلاً الله "أن يبارككم جميعاً، رعاةً روحيين وإكليروساً ومؤمنين، كي تعيشوا دائماً الوحدة بالمحبّة الصادقة وفرح الأخوّة والسلام في بلدكم، ونحن نطالب المسؤولين باستمرار أن يعطونا حقوقنا ويحافظوا على مقدَّساتنا".
ثمّ تبارك غبطته والأساقفة والإكليروس والمؤمنون من ذخائر القديسين وقبورهم في المكان المخصَّص لها في الدير، حيث أدّوا تشمشت (خدمة) القديسين.
بعدئذٍ استقبل غبطته المؤمنين في صالون الدير حيث نالوا بركته الأبوية، ليقوم بعدها بجولة في أرجاء الدير، قبل أن يغادره مودَّعاً كما استُقبِل بمجالي الحفاوة والإكرام البنوي.
وقد رافق غبطتَه في هذه الزيارة سيادةُ المطران بول باتريك روسّل السفير البابوي في تركيا، وسيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، وسيادة الخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وبعض الآباء الكهنة من الكنائس الشقيقة في اسطنبول، ورئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، ورئيس وأعضاء اللجنة الراعوية في ماردين، وجمع من المؤمنين القادمين من اسطنبول والبالغ عددهم ١٥٠ شخصاً.
|