صباح يوم الجمعة ١١ أيّار ٢٠١٨، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة تاريخية فريدة إلى دير مار كبريال (دير العمر) التاريخي العريق، في طورعيدين – تركيا.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة سيادةُ المطران بول باتريك روسّل السفير البابوي في تركيا، وسيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، وصاحب النيافة مار فيلكسينوس صليبا أوزمان مطران ماردين ودياربكر للسريان الأرثوذكس ورئيس دير الزعفران، وسيادة الخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وعدد من الآباء الكهنة من الكنائس الشقيقة في ماردين واسطنبول، والمؤمنون القادمون من اسطنبول مرافقين لغبطته في هذه الزيارة التاريخية والبالغ عددهم ١٥٠ شخصاً.
أمام المدخل الخارجي لدير مار كبريال العظيم، استُقبِل غبطتُه والوفد المرافق من صاحب النيافة مار تيموثاوس صموئيل أقطاش مطران طورعبدين للسريان الأرثوذكس ورئيس دير مار كبريال، يحيط به رهطٌ من الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة وجموع من المؤمنين، احتشدوا جميعاً لاستقبال غبطته ونيل بركته الأبوية في زيارته التاريخية الفريدة هذه.
وعلى أنغام ترتيلة استقبال الأحبار "تو بشلوم"، دخل غبطته بموكب حبري مهيب إلى كنيسة الدير الرئيسية التي تخضع حالياً لأعمال الترميم، يتقدّمه الأساقفة والإكليروس والمؤمنون.
وفي الكنيسة أدّى غبطة أبينا البطريرك صلاة الشكر، واستمع إلى الترانيم السريانية البديعة التي أنشدها شمامسة الدير بالأصوات الرخيمة والألحان الشجيّة.
وألقى نيافة المطران صموئيل أقطاش كلمة عبّر فيها عن بهجته وسروره واعتزازه باستقبال غبطته في هذا اليوم التاريخي المجيد من حياة أبرشية طورعبدين ودير مار كبريال، ومعه الأساقفة والكهنة والشعب المؤمن القادم من ماردين واسطنبول ومديات وسائر القرى، متمنّياً لصاحب الغبطة الصحّة والعافية والعمر المديد على رأس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الشقيقة، مؤكّداً أنّنا كلّنا واحد بالمسيح يسوع، ونودّ أن نعيّد معاً ونسبّح الله بلغة واحدة معاً، إذ يريد منّا الرب يسوع أن نعيش المحبّة والوحدة والوئام.
واستذكر نيافته بفرح واعتزاز وقوف غبطته الدائم إلى جانب الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وبطريركها ومجمعها المقدس ورعاتها حتى في أحلك الظروف، إذ أننا جميعاً واحد وإخوة بالمسيح.
وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة أعرب فيها عن فرحه الكبير وسروره العظيم وفخره وما يغمر قلبه من مشاعر التأثّر، إذ يزور "هذا الدير التاريخي المبارك وفخر الكنيسة السريانية الأنطاكية، وهو جوهرة تاريخها المجيد"، منوّهاً إلى بهجته بوجود ومشاركة "هذا الجمع من المؤمنين القادمين من اسطنبول وماردين ليعودوا إلى الجذور وأرض الآباء والأجداد".
وشدّد غبطته على أننا "نحن كنيسة واحدة لأنّ مار بولس كتب إلى الكنيسة الأولى أنه لدينا معمودية واحدة وإيمان واحد وربّ واحد يسوع المسيح".
وأكّد غبطته على أنه "حقيقةً إنّ كنيستينا السريانيتين تعيشان اليوم زمناً ووقتاً مباركاً من النعمة والوحدة، مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني ومعنا ومجمعينا المقدسين، والشعب السرياني الواحد".
وختم غبطته كلمته بالقول: "سنتابع شهادتنا المشتركة لربّنا ومنبع رجائنا يسوع المسيح، ضارعين إليه كي يحفظ المؤمنين هنا في طورعبدين وفي ماردين واسطنبول وكلّ تركيا، حتى يجتمع كلّ المسيحيين بالمحبّة والوحدة والسلام".
ثمّ زار غبطته قلاية القديس مار كبريال داخل الكنيسة، لينتقل إلى زيارة كنيسة السيّدة العذراء في الدير، والتي تتمّ حالياً فيها القداديس والصلوات.
وبعدئذٍ قام غبطته بزيارة بركة إلى قبور وذخائر القديسين الكثر الذين يعبق أريج قداستهم ويفوح عطر فضيلتهم في أرجاء الدير، وفي مقدّمتهم القديس مار كبريال، حيث صلّى غبطته من أجل انتهاء الحروب والإضطهادات وإحلال السلام والأمان في الشرق والعالم، ومن أجل شفاء المرضى والمتعبين وراحة الموتى المؤمنين.
وبعد جولة في أرجاء هذا الدير التاريخي العامر، غادر غبطته ومرافقوه ببالغ التأثّر، والقلوب تلهج بالشكر للرب والدعاء له كي يحفظ هذه الأمكنة المقدسة رمزاً وذخراً للحضور المسيحي المتجذّر في الشرق.
|