ظهر يوم الأربعاء 30 أيّار 2018، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وذلك في القصر الجمهوري في بعبدا، يرافقه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    فور وصول غبطته، استقبلته ثلّة من لواء الحرس الجمهوري أمام مدخل القصر، وأدّت له التحيّة بحسب البروتوكول المتَّبَع مع رؤساء الدول والطوائف.

    خلال اللقاء، عبّر غبطة أبينا البطريرك عن شكره لرئيس الجمهورية على الإنجازات التي تحقّقت في لبنان منذ بداية عهده الرئاسي، لا سيّما فيما خصّ الإنتخابات النيابية، وإقرار الموازنة عن العامين 2017 و2018، وجمع شمل اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، والتعالي عن كلّ المصالح الضيّقة في سبيل خير لبنان ومستقبله المزدهر.

    ونوّه غبطته إلى الدور الرائد الذي يقوم به فخامته على الساحة الوطنية اللبنانية: "لقد حدّد فخامة الرئيس في الكلمة الجامعة التي ألقاها في الإفطار الرمضاني الذي أقامه فخامته في قصر بعبدا الأسبوع الماضي، توجّهاته للمرحلة المقبلة، لا سيّما لجهة محاربة الفساد المتفشّي في كلّ الإدارات والمؤسّسات العامّة التي ينبغي أن يكون تعاطيها شفّافاً ونزيهاً".

    وأكّد غبطته أنّ "فخامة الرئيس حريص على رعاية كلّ الطوائف، ونأمل في أن تتمثّل طائفتنا في الحكومة الجديدة وفي الوظائف العامّة، لأنّنا نريد أن نكون حاضرين في مسيرة النهوض التي يقودها فخامته".

    وثمّن غبطته حرص فخامته "على الإهتمام بكلّ الطوائف اللبنانية ورعايتها. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أكّدنا لفخامته على دور كنيسة السريان الكاثوليك التي هي من الطوائف المؤسِّسة للبنان الحديث، والتي تسعى منذ مئات السنين إلى الدفاع عن لبنان في كلّ المحافل الدولية والمؤسّسات العالمية، وإبرازه كبلدٍ حاضنٍ لجميع الأقلّيات الصغيرة والمكوّنات المسيحية المضطهَدة التي تهجّرت قسراً من أراضيها".

    وأطلع غبطتُه فخامتَه على أبرز النشاطات التي تقوم بها الكنيسة السريانية الكاثوليكية على مساحة الوطن لبنان، من قيام البطريركية بإعادة ترميم كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق – الباشورة – بيروت، لِما لها من قيمة ورمزية متّصلة بحضور الكنيسة السريانية وتجذّرها في لبنان. وكذلك مشروع مجمّع مار يوسف السكني في الفنار – المتن، الذي سيؤمّن المسكن ل 140 عائلة من الفئات الشابّة، ممّا يحفّز الشباب على البقاء في وطنهم وعدم الهجرة.

    كما أعلم غبطتُه فخامتَه عن تحضير الطائفة لمؤتمر شبابي سيضمّ نحو 440 شاباً وشابّةً من أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم، سيحضرون إلى لبنان، في غضون شهر تمّوز القادم، من مختلف البلدان في الشرق والغرب، في أوروبا وأميركا وأستراليا، للتعرف على هذا الوطن - الرسالة والتواصل مع أبنائه وتعميق تجذّرهم وتأصّلهم في أرض الشرق الغالي، آملاً أن يجمعهم لقاء بفخامته يأتي تتويجاً لهذا المؤتمر التاريخي الأوّل من نوعه في الكنيسة السريانية الكاثوليكية.

    وقد شكر فخامةُ الرئيس غبطتَه على زيارته ومحبّته، مثمّناً ما عرضه غبطته من مشاريع رائدة تقوم بها الكنيسة السريانية الكاثوليكية في لبنان، ومؤكّداً أنّ هذه الكنيسة هي مكوّن أصيل في لبنان، وقد أغنى أبناؤها هذا الوطن بعطاءاتهم وتضحياتهم، ومن حقّهم المشاركة الفعلية في حياة وطنهم لبنان.