في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة 22 حزيران 2018، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في القدّاس الإلهي وحفل افتتاح المقرّ الجديد لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في بلدة العطشانة – بكفيا – المتن، يرافقه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    احتفل بالقدّاس الإلهي بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط: مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والبابا تواضرس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير، وذلك في كنيسة السيدة العذراء في العطشانة.

    تقدّم الحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وأصحاب الغبطة البطاركة: الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوحنا العاشر اليازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وكريكور بيدروس العشرون غابرويان بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك.

    كما حضر عدد كبير من رؤساء وممثلي الكنائس، ومن مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من مختلف أنحاء العالم، وسكرتير السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس.

    ومن الرسميين حضر فخامة الرئيس الأسبق أمين الجميّل، وعدد من النوّاب والسفراء وفعاليات وجموع غفيرة من المؤمنين.

    بعد الإنجيل المقدّس ألقى قداسة البطريرك أفرام الثاني كلمة رحّب فيها بفخامة الرئيس وأصحاب الغبطة البطاركة وجميع الحضور مثمّناً مشاركتهم في هذا القدّاس وافتتاح المقرّ البطريركي الجديد، مؤكداً على أصالة انتماء السريان إلى لبنان ومحبتهم وإخلاصهم له، كما لأوطانهم الأم في سوريا والعراق والشرق عامةً.

     وشدّد قداسته على ضرورة ثبات المسيحيين في أرض الآباء والأجداد في الشرق رغم كل ما يتعرضون له من محاولات تهجير واقتلاع وإبادة.

    وبعد انتهاء القدّاس توجّه الجميع إلى المقرّ الجديد لبطريركية السريان الأرثوذكس، حيث أزاح فخامة الرئيس مع أصحاب الغبطة البطاركة الستار عن اللوحة التذكارية ونصب مجازر الإبادة السريانية وقصّوا الشريط معلنين افتتاح المقرّ البطريركي الجديد.

    فألقى فخامة الرئيس عون كلمة شدّد فيها على أنّ المشرق هو نموذج للتعددية والتسامح الديني والتفاعل الروحي مما يقتضي المحافظة عليه باحترام حرية المعتقد والرأي والتعبير وحق الإختلاف ورفض التطرف الديني والقتل والتهجير باسم الدين والله، مؤكداً دفاعه عن تجربة العيش المشترك والتوازن والإحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني.

    ولفت فخامته إلى أنّ النزف المسيحي البشري في الشرق يجب أن يتوقف وأن السلطات السياسية والروحية مدعوّة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تفريغ الأرض من أهلها، مشيراً إلى أنّه سيستمر في مسعاه كي لا يبقى السريان وأي مكون من مكونات المجتمع  يشعر بالغبن أو بأنّ حقوقه في الوطن لا تتساوى مع حقوق سواه.

    ثمّ جال البطاركة في أرجاء المقرّ وبخاصّة في كنيسته الجديدة المشيدة على اسم مار سويريوس الأنطاكي.

    وقد هنّأ غبطةُ أبينا البطريرك قداسةَ أخيه البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني والكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة بتدشين هذا الصرح الكنسي، متمنياً لقداسته دوام الصحة والعافية والتوفيق في خدمته الرسولية.