صباح يوم السبت 28 تمّوز 2018، افتتح غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، ورعى غبطته المؤتمر الذي أقامته البطريركية بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لرقاد المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبوني، بعنوان "بطريرك أنطاكية وكردينال الشرق"، وذلك على مسرح مدرسة دير الشرفة، درعون – حريصا، لبنان.
حضر هذا المؤتمر سيادة المطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، والمونسنيور لورينزو لوروسّو سكرتير مجمع الكنائس الشرقية ممثّلاً نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس المجمع، وأصحاب السيادة المطارنة آباء السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية، والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، فضلاً عن مجموعة من الباحثين والمهتمّين والمدعوّين، وإكليروس من الكنائس الشقيقة، وعائلة تبوني، وكذلك مجموعة من العلمانيين.
في كلمته الإفتتاحية، تأمّل غبطة أبينا البطريرك بالآية التالية: "أذكروا مرشديكم الذين كلّموكم بكلمة الله، أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثّلوا بإيمانهم"، منوّهاً بصاحب الذكرى البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبوني الذي هو "أبونا وراعينا ورئيس كنيستنا، وقد جمع كنيستنا السريانية في مراحل تقدّمها وفي أفراحها وأحزانها، وهو ابن الموصل حيث ترعرع ونشأ وتعلّم في إكليريكية الدومينيكان – مار يوحنّا الحبيب، ثمّ اختير للخدمة الأسقفية كنائب بطريركي في ماردين، ثمّ كرئيس أساقفة في حلب، ثم كبطريرك وكردينال في بيروت".
ونوّه غبطته إلى إنّه ولئن "كان البطريرك الكردينال جبرائيل تبوني نحيلاً بشكله وتكوينه، لكنّه عملاق بعطاياه وبدوره في حياة كنيستنا المعاصرة، وكان أيضاً ذاك الرائي لما سيحدث لكنيستنا من آلام ومحن ومعاناة"، مشيراً إلى أنه "عاش الشهادة مع الكنيسة السريانية، إذ جعل كنيسته بالحقيقة الشاهدة والشهيدة، فهو صحيح الشاهد للإنجيل وللإيمان، لكنّه في الوقت عينه الشهيد من أجل هذا الإيمان. كان الشاهد لما حدث للكنيسة في ماردين وحلب، وكان الشهيد لأنه تحمّل الكثير من أجل هذه الكنيسة، زُجّ في السجون، وعُذِّب، وبنعمة إلهية أُنقِذ كي يستطيع أن يتابع خدمة كنيسته لعشرات السنين كمطران وكبطريرك".
وشكر غبطته جميع الحاضرين والمشاركين في هذا المؤتمر الذي فيه يتمّ تكريم البطريرك الكردينال جبرائيل تبوني، سيّما أفراد عائلة البطريرك الكردينال الذين أتوا من أماكن مختلفة، شاكراً أيضاً الذين سيقدّمون كلماتهم العلمية والتاريخية من أساتذة وباحثين، فيساهموا في إنجاح المؤتمر.
وختم غبطته كلمته بنشيد من الطقس السرياني عن الكهنة الذين سبقونا إلى دار الخلود (آحاين دهواو كينوريه)، وهذه ترجمته: "إنّ إخوتنا الذين كانوا لك كنّاراتٍ ورنّموا لك ترانيم التسبيح والمجد، فليوقظهم صوتك العذب من القبور إلى الفردوس، فيفرحون بأكاليلهم، وعلى مائدتك يتلذّذون، ويبتهجون برجائك عندما ينالون أجر أعمالهم الصالحة".
ثمّ عُقِدت جلسات تناول خلالها المحاضرون سيرة حياة البطريرك الكردينال جبرائيل تبوني وأهمّ محطّاتها المُشرقة من مختلف الجوانب، مُبرزين دورها في خدمة الكنيسة والوطن.
وعند الخامسة مساءً، ختم غبطة أبينا البطريرك المؤتمر رافعاً صلاة الشكر لله على نجاحه.
|