ننشر فيما يلي نص البيان الإعلامي الصادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، والمتضمّن أبرز المواقف الصادرة عن صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بخصوص الأوضاع الراهنة في لبنان، حسبما جاء في موعظة غبطته بمناسبة أحد تقديس الكنيسة، صباح الأحد 4 تشرين الثاني 2018، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت:
الرقم: 58/أس/2018
التاريخ: 4/11/2018
بيان إعلامي صادر عن أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
البطريرك يونان: عارٌ ما وصل إليه الوضع في لبنان من اهتراء سياسي وتقاعس عن تشكيل الحكومة
ندّد غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، واستنكر "ما وصل إليه الوضع في لبنان"، معتبراً أنه "عارٌ التقاعس عن تشكيل الحكومة والإهتراء السياسي الحاصل، ممّا يضرّ بالشعب الذي يفتّش عن لقمة العيش، ويؤثّر خاصةً على التزام الشباب بالبقاء في بلدهم والمساهمة في نموّه وتطوّره".
كلام غبطته جاء في موعظته خلال احتفاله بالقداس الإلهي صباح اليوم الأحد 4 تشرين الثاني 2018، بمناسبة أحد تقديس الكنيسة وهو الأحد الأوّل من السنة الكنسية، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.
وأشار غبطته إلى أنّ "المسؤولية عمّا آل إليه الوضع في لبنان تقع على عاتق الذين وعدوا أن يكون هذا العهد عهد النهضة والإزدهار ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين"، منوّهاً إلى أنّ "القول إنّ الحكومة رهنٌ بتدخّلات دولية يجب علينا أن ننفيه ونؤكّد عدم صحّته بالمبادرة بالتشكيل، لأنّ اللبنانيين قادرون أن ينظّموا شؤونهم بمعزل عن كلّ مصلحة طائفية وحزبية وفئوية".
وأكّد غبطته أننا "نحن اليوم في هذه الظروف التي نعيشها في لبنان، يجب أن نصلّي من أجل وطننا حتّى يعرف المسؤولون عنه زمنياً أو سياسياً كيف يقدّمون مثالاً للمنطقة التي نعيش فيها"، مشدّداً على أنّنا "نشعر أنه عارٌ على هذا البلد الذي كان يُعتبَر دوماً قدوةً لبلدان الشرق الأوسط، أن يتقاعس عن تشكيل حكومة تقوم بمهامها ومسؤولياتها تجاوباً مع احتياجات شعبنا اليوم وما أكثرها، وخاصةً ما يتعلّق بالشؤون المعيشية للمواطنين، من الكهرباء والقطاعات الإقتصادية التي تعاني التردّي إلى درك غير مسبوق، فضلاً عن الفساد المستشري في الإدارات والمؤسّسات العامّة".
وسأل غبطتُه الله "يشفق على هذا البلد ويلهم المسؤولين عنه كي يعيشوا دعوتهم لخدمة البلد بنزاهة، حتّى يظلّ شبابنا متشبّثين ومتجذّرين ببلدنا ولا يهاجرون، وحتّى يحيا المواطنون بحرّية وكرامة إنسانية".
واستذكر غبطته المذبحة المروّعة التي وقعت منذ ثماني سنوات في 31/10/2010 في كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد، وأودت بحياة 47 شهيداً من بينهم كاهنان شابّان، وأكثر من 80 جريحاً، مؤكّداً أنه "مهما كانت الآلام والمعاناة سنبقى نجدّد إيماننا بالرب يسوع الذي بنى كنيسته وجعلها واسطة خلاص وخير لجميع بني البشر".
أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
|