في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء ٢١ تشرين الثاني ٢٠١٨، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشّار الأسد، الذي استقبله في القصر الجمهوري في دمشق.

    كان لهذا اللقاء الذي استمرّ ساعة كاملة وقعٌ خاص، لما امتاز به الرئيس من لطف وبساطة في الإستقبال، ومن حكمة وشفافية في الحديث.

    شرح سيادة الرئيس لغبطته كيف أنّ سوريا قد انتصرت على قوى الظلام التي أرادت أن تقضي على حضارتها العريقة والمميّزة، وتهدّد المنطقة بأسرها،  مشدّداً على أنّ زمن الخوف على سوريا قد ولّى دون رجعة، وأنّ مسيرة التجديد قد انطلقت وملؤها الرجاء، وأنّ الشرفاء يعتزّون بالشعب السوري الأبيّ وبجيشه الباسل اللذين قدّما الغالي والنفيس من أجل الوطن.

    كما ذكّر سيادة الرئيس بدَور الكنائس ودور العبادة في محاربة الجهل ونشر التوعية والتثقيف لتغيير الذهنيات المتحجّرة، وبضرورة التركيز على الإحترام المتبادل بين المواطنين لأيّ دين أو طائفة انتموا، كي يعيدوا لحمة الوطن الواحد للجميع.

    شكر غبطةُ أبينا البطريرك سيادةَ الرئيس على حفاوة الإستقبال، وهنّأه بتحرير غالبية المناطق في سوريا من عبث الإرهابيين، ذاكراً أنه مع إخوته رؤساء الكنائس لا ينفكّون يدافعون عن سوريا شعباً وحضارةً أينما وُجِدوا، لا سيّما في لقاءاتهم مع المراجع الحكومية في الخارج، حيث يطلبون من أولئك الذين يستهدفون السلام والإستقرار في سوريا، أن يتوجّهوا ويزوروها وألا يكتفوا بما يقال لهم ويشاهدوه في وسائل الإعلام، منوّهاً إلى أنّ سوريا بلد منفتح على نظام مدني يساوي بين جميع المواطنين.

    وأعرب غبطته عن أمله بأن يتمّ استكمال مسيرة إعادة بناء سوريا وفقاً لما يستحقّه الشعب السوري الذي قدّم التضحيات الجسام دفاعاً عن بلده.

    ودارت أحاديث تناولت الدستور السوري الجديد، ومسألة النازحين السوريين في لبنان، والمفقودين اللبنانيين منذ سنوات الحرب الأليمة والمقيتة. وكما في الإستقبال، ودّع سيادة الرئيس غبطتَه والوفد المرافق بحفاوته المعهودة، وقدّموا له بدورهم الشكر والتقدير، داعين للسيّدة الأولى أسماء الأسد بالشفاء التامّ والعاجل، لمزاولة مسؤولياتها في خدمة المحبّة لكلّ محتاج.

    وقدّم غبطة أبينا البطريرك إلى سيادته هدية تذكارية، هي عبارة عن لوحة تتضمّن الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية، عربون محبّة وشكر وإكرام، تخليداً لهذه الزيارة.

    رافق غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة أصحابُ السيادة المطارنة: مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، ومار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس كريم كلش.