في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٩ كانون الأول ٢٠١٨، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد ميلاد يوحنّا المعمدان، وذلك في كنيسة القديسة مريم العذراء في الوكالة البطريركية السريانية في روما.
عاون غبطتَه في القداس الخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والأب رامي القبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين، ومن بينهم عدد من النازحين من سوريا والعراق.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "طلب لوحاً وكتب اسمه يوحنّا"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن ميلاد يوحنّا المعمدان ابن زكريا وأليصابات الذي تحييه الكنيسة في هذا الأحد بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، هذا الطفل الذي وُلِد بطريقة أعجوبية، لأنّ والديه كانا قد تقدّما بالعمر، وألحّا أن يكون اسمه يوحنّا الذي يعني الله تحنّن، مشيراً إلى أنّ هذا المولود سيكون السابق الذي يعدّ الطريق للرب يسوع المخلّص، بل سيقول عنه يسوع نفسه بأنه أعظم مواليد النساء.
وتكلّم غبطته عن سيرة يوحنّا الذي كرّس حياته كي يصرخ للحق والعدل ويدعو الشعب للتوبة حتّى يستطيع أن يكون حقيقةً شعب الله المختار، وكانت نهاية حياته الإستشهاد إذ قُطِعَ رأسه في حفل أقامه هيرودس الملك.
وتأمّل غبطته بالنشيد الذي أطلقه زكريا إثر ولادة ابنه يوحنّا، وهو نشيد فرح ورجاء وإيمان بأنّ الله الذي هو غزير الرحمة لن يتخلّى عن الشعب الذي يعبده من كلّ قلبه بالروح والحق.
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين الحاضرين، مؤكّداً "أنّنا نحن الذين أتينا من الشرق، نحن ورثة أجيال عديدة من المؤمنين الذين عاشوا أمناء للرب يسوع بالرغم من أنّ عددهم كان يقلّ وسط الظروف التي أحاطت بهم، أكانت حروباً أو نزاعاتٍ أو اضطهاداتٍ وفوضى، كما يحصل اليوم في شرقنا وفي بلادكم التي أتيتم منها، سواء في سوريا أو في العراق".
وشدّد غبطته على "أننا شعب الرجاء، وسنضع على الدوام إيماننا ورجاءنا بالرب يسوع رغم كلّ المعاناة التي نكابدها، وسنبقى متعلّقين بالرب يسوع"، حاثّاً الشبّان والشابّات ألا "تخونوا دعوتكم المسيحية وأمانتكم للرب يسوع أبداً، أينما كنتم، سواء هنا في إيطاليا أو في أيّ بلد آخر"، منوّهاً إلى أننا "سنتابع شهادتنا للرب يسوع، إله المحبّة والرجاء والرحمة والسلام".
وبعد القداس، التقى غبطة أبينا البطريرك بالمؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية.
|