في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء ١ كانون الثاني ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة ويوم السلام العالمي وعيد الملفانين مار باسيليوس ومار غريغوريوس، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بمشاركة الشمامسة والراهبات الأفراميات وجمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن ختانة الرب يسوع في اليوم الثامن بعد ميلاده، حيث أخذه يوسف ومريم إلى الهيكل ليُختَن كما هي العادة لدى الشعب العبراني، منوّهاً إلى أنّ الرب يسوع "علّمنا بذلك أنّ التواضع من أسمى الفضائل التي تقرّبنا من الله ومن القريب، لأنّه اتّخذ طبيعتنا البشرية، فتمّم بواسطة يوسف مربّيه ومريم والدته الشريعةَ الموسوية بأن يُختَن ويعطى الإسم الذي كان الملاك قد طلب من يوسف أن يسمّيه به، وهو يسوع أي الله يخلّص والمخلّص".
وأشار غبطته إلى أنّ "عيد ختانة الرب يسوع، وهو ما يُسمَّى التطهير بحسب ناموس اليهود، ليس الأساسَ في علاقتنا مع الله، بل هو فعل خارجي يتعلّق بجسم الأولاد الذكور، ولكنّ المهمّ بالنسبة لنا نحن المؤمنين هو الإيمان بالروح والحقّ، والإيمان الفاعل بالمحبّة"، مؤكّداً على "أننا نحن المسيحيين نتعلّق أحياناً بالشكل الخارجي لإيماننا، وننسى جوهر هذا الإيمان الذي هو علاقة حميمة مع الرب يسوع وعلاقة فاعلة بالمحبّة، لأنّ الروح هو الذي يحيي".
ثمّ تكلّم غبطته عن عيد رأس السنة الجديدة ٢٠١٩، فقال: "اليوم بدء السنة الجديدة، جئنا إلى بيت الرب كي نبدأ السنة الجديدة بالمشاركة في الذبيحة الإلهية، وطلبنا من الرب أن يباركنا جميعاً ويبارك سنتنا الجديدة"، متطرّقاً إلى تكريس يوم رأس السنة من كلّ عام يوماً للسلام العالمي، فتناول موضوع الرسالة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس بهذه المناسبة وبحسب التقليد الذي درج عليه البابوات، مطلقاً النداء من أجل السلام للعالم كلّه، ليس فقط للكاثوليك أو للمسيحيين، بل لكلّ ذوي الإرادة الصالحة، وقد جاءت رسالة قداسته لهذه السنة بعنوان "السياسة الجيّدة هي في خدمة السلام".
وتابع غبطته: "لقد ذكّر قداسة البابا في رسالته كيف يجب أن تكون السياسة معدَّةً لخدمة الشعب، وهذا يهمّنا جداً اليوم في لبنان، حيث نجد أنّ كثيرين من المنتخَبين نواباً في البرلمان لا يفكّرون سوى بمصلحتهم الشخصية ومصلحة عائلتهم وحزبهم وطائفتهم، وهكذا يجمّدون تشكيل الحكومة التي لطالما طالبنا بها، لأنّ الوطن والشعب يحتاجان إلى حكومة فاعلة وقوية ونزيهة".
وختم غبطته موعظته قائلاً: "أتمنّى لكم سنةً جديدةً مباركةً بالخير والسلام والأمان وفيض النِّعَم والبركات على وطننا لبنان والشرق والعالم، لا سيّما منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة سوريا والعراق ومصر والأردن والأراضي المقدسة. فلنخصِّص هذه السنة للحياة، الحياة التي يعيشها الإنسان بالحرّية، حرّية أولاد الله، وبالكرامة الإنسانية، وفي الوقت عينه بالأخوّة الصادقة بين جميع المجتمعات والشعوب والبلدان. وليكن عامنا الجديد مباركاً نجدّد فيه العهد مع الله، فنسير معه ونبغي رضاه بسيرتنا وأعمالنا الصالحة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والملفانين مار باسيليوس وغريغوريوس اللذين تعيّد الكنيسة لهما في هذا اليوم وتقتدي بحياتهما وفضائلهما".
وبعد الموعظة، قام غبطة أبينا البطريرك بتبريك وتكريس أيقونة العذراء مريم سيّدة النجاة التي رسمها الفنّان الشمّاس يوحنّا (مثنّى) عجم، وأهداها للبطريركية، متمنّياً له ولعائلته النجاح والتوفيق ببركة الرب وبشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة النجاة.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، استقبل غبطته المؤمنين الذين قدّموا له التهاني بحلول العام الجديد، مع التمنّيات أن يكون عام خير وبركة وصحّة وسلام وأمان.
|