ظهر يوم السبت 16 آذار 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، وذلك في كنيسة الدير الأمّ لجمعية الراهبات الأفراميات، بنات أمّ الرحمة، بطحا، حريصا.
شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير الشرفة.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن سيرة مار أفرام شفيع كنيستنا السريانية وملفان الكنيسة الجامعة، وهو "عيد يدعونا لنعتزّ بهذا الملفان الوديع والمتواضع الذي رفعه ربّنا إلى درجة الملفنة في الكنيسة الجامعة، وفي العام القادم 2020 سنقيم ذكرى المئوية لإعلانه ملفاناً برسالة خاصة من البابا بنديكتوس الخامس عشر في تشرين الأول عام 1920"، مشيراً إلى أنّ هذه المناسبة "تملأ قلوبنا فرحاً، لأننا نفتخر بهذا القديس العظيم الذي سُمِّي بقيثارة وكنّارة الروح القدس وشمس السريان. هذا الشمّاس الذي بالرغم من أنه أعطانا الكثير من ينبوع إيمانه وتأمّلاته في الكتاب المقدس وأسرار الخلاص، كان أيضاً مشهوراً ببذل الذات والتفاني في المجتمع الذي عاش فيه، وقد عانى الهجرة من مدينته نصيبين إلى مدينة الرها".
وشدّد غبطته على ضرورة "أن نجدّد دائماً إيماننا بالمخلّص الذي افتدى البشرية بعد سقطة الإنسان الأول آدم"، حاثّاً الجميع على ضرورة التقرّب من الله والعيش معه عبر الصلاة بلا انقطاع، مثل الأرملة المسكينة التي يتحدّث عنها الرب يسوع، والتي لم يكن لديها أيّ دفاع أو أشخاص يطالبون بحقّها، إلا أنها راحت تترجّى قاضي الظلم الذي لم يكن يخاف من الله ولا يستحي من إنسان، فاستطاعت بإلحاحها وبالصبر أن تجعل هذا القاضي يرقّ قلبه لها، مذكّراً بوصية مار أفرام الأخيرة التي يطلب فيها من تلاميذه أن يكونوا أمناء على الصلاة ܗܘܰܘ ܐܰܡܺܝܢܺܝܢ ܒܰܨܠܽܘܬܳܐ.
ودعا غبطته الجميع إلى المواظبة على الصلاة، لأنّ "الصلاة مهمّة جداً بالنسبة لنا ككنيسة شرقية معرّضة للكثير من المعاناة ومن التجارب الصعبة، إن كان في الشرق، في لبنان والعراق وسوريا ومصر والأردن والأراضي المقدسة، وإن كان في كنيسة الإنتشار حيث تبدّد أولادنا وجماعاتنا الكنسية، بما فيهم أيضاً الكهنة، وهم يسعون كي يحافظوا على إيمانهم لأنهم أُرغِموا على ترك أرض أجدادهم، خاصةً في العراق وفي سوريا، كما حدث منذ مئة عام في تركيا"، مشدّداً على ضرورة الصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية في الكنيسة، لا سيّما من أجل الرهبانية الأفرامية، إن كانت رجالية وإن كانت نسائية، وأهمّية تعزيز الصداقة بيننا وبين الله، مشيراً إلى أنّ "هناك الكثير من التجارب التي تأتينا من عالم اليوم، وليس أقلّها وسائل التواصل الإجتماعي التي تجعلنا نتناسى دعوتنا ونفكّر أنّ هذا العالم يستطيع أن يعطينا السعادة، بينما نعرف أنّ السعادة لا تأتي من هذا العالم، وإنما من الرب يسوع".
وحثّ غبطته الحاضرين على "عيش دعوتهم بالإتّكال الكلّي على الله والإتحاد به والتخلّي عن كلّ شيء في سبيله، مع ملء الثقة والقناعة أنّ الذي يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يستحقّ الرب".
وختم غبطته موعظته متضرّعاً إلى الله "كي يبارك كنيسته، إكليروساً ومؤمنين، حتّى تكمل مشيئة الله فينا، ونكون الشهود لمحبّة الله فينا وفي كنيستنا ومجتمعاتنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء أمّ الرحمة، ومار أفرام الملفان، وجميع القديسين والشهداء".
وفي نهاية القداس، منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية. ثمّ قدّم الجميع التهنئة للأمّ الراهبة هدى الحلو الرئيسة العامّة لجمعية الراهبات الأفراميات وللأخوات الراهبات بعيد شفيع رهبانيتهنَّ القديس أفرام.
|