في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٧ آذار ٢٠١٩، وهو الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الذي دعت إليه أخوية الحبل بلا دنس، بمناسبة عيد القديس يوسف، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب يوسف درغام مرشد أخوية الحبل بلا دنس. كما شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الكهنة، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير الشرفة، وجمع غفير من المؤمنين من أعضاء الأخوية ومن أبناء المنطقة.
كما حضر القداس معالي الوزير ريشار قيومجيان وزير الشؤون الإجتماعية، وسعادة النائب العميد شامل روكز، وسعادة النائب شوقي الدكّاش، والأستاذ نزار الشمالي رئيس بلدية درعون - حريصا، وعدد من المخاتير والفعاليات.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن أعجوبة شفاء المخلّع في كفرناحوم التي اجترحها الرب يسوع، والتي تذكرها الكنيسة السريانية في الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، مشدّداً على "أهمّية أن نصلّي ونطلب من الرب بإيمان وثقة، والله قادر أن يستجيب طلباتنا ويمنحنا شفاء النفس والجسد، على مثال المخلّع".
وتأمّل غبطته بعمل الرجال الأربعة الذين دلّوا سرير المخلّع وأتوا به إلى يسوع، مركّزاً على فعالية الصلاة من أجل الإخوة ومدّ يد المساعدة لهم بأعمال المحبّة والرحمة، ومنوّهاً بأنّ "الرب يسوع سيبقى القوّة التي تحمينا، والحكيم الذي يعلّمنا، والرب الذي خلّصنا ويكمل خلاصه فينا رغم كلّ ما نعانيه من صعوبات ونواجهه من تحدّيات".
وحيّا غبطته أخوية الحبل بلا دنس في دير الشرفة، مثنياً على همّة أعضاءها والتزامهم الكنسي. وتناول سيرة القديس يوسف حامي العائلة المقدسة، هذا الإنسان الذي يقول عنه الكتاب المقدس "إنه كان رجلاً بارّاً، هذه الصفة الوحيدة التي يعطيها الإنجيل لمار يوسف، والبرارة في الكتاب المقدس تعني الرجل الذي يعيش حقيقةً حسب قلب الرب ووصاياه وبمحبّته"، مشيراً إلى أنّ "هذا القديس رفعته الكنيسة إلى أسمى درجات القداسة بعد أمّنا السماوية مريم العذراء، وسمّته حامي العائلة المقدسة، حامي الكنيسة وشفيع العمال، كلّ هذه الصفات استحقّها حقيقةً مع أنه كان رجلاً بسيطاً، وكان نجّاراً مغموراً".
وهنّأ غبطته أخوية الحبل بلا دنس بهذا العيد الذي "يذكّرنا بالأمانة للرب يسوع، وأن نحمي إيماننا في لبنان وندافع عن هذا الإيمان بكلّ ما أعطانا الرب من نِعَم ومن حكمة وفهم".
وتطرّق غبطته إلى "الصعوبات التي يجابهها لبناننا العزيز، من موضوع الفساد، والبطالة، وخاصةً تهجير شبابنا من لبنان، ومن هذا الجبل الأشمّ الذي هو مسقط رأس آبائنا وأجدادنا، والبعض منهم الذين أسّسوا هذه الأخوية العزيزة على قلبنا".
وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى الله، بشفاعة مار يوسف، هذا القديس العظيم، كي "يحمي جميعنا ويحمي شبابنا وبلدنا وكنائسنا، حتى نمجّد كلّنا معاً اسمه القدوس، ونقرّ بعجائب الرب، فنكون حقيقةً أولاد الله وإخوة الرب يسوع وشعب الله الذي أُعطي هذه الرسالة، والذي سيحافظ على لبنان ويجعل منه منارةً مشعّةً في هذا الشرق".
وقبل ختام القداس، أقام غبطته زيّاح مار يوسف، ومنح البركة بأيقونته.
وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية.
|