في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد ٢٤ آذار ٢٠١٩، قام غبطة أبينا البطريرك بزيارة راعوية أبوية إلى رعية زحلة السريانية، يرافقه سيادة المطران مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس كريم كلش.
استُقبِل غبطتُه والوفد المرافق من الخوري أنطوان حمزو كاهن الرعية، والشمامسة، وأعضاء حركة مار شربل الحديثة التأسيس، والمؤمنين.
ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة القديسة تزيزيا الطفل يسوع في حيّ حوش الزراعنة بزحلة، يعاونه سيادة المطران جهاد بطّاح والخوري أنطوان حمزو، بمشاركة فعاليات الرعية وجموع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالقيام بهذه الزيارة الأبوية الراعوية إلى أبنائه وبناتها في رعية زحلة المباركة، كي يشاركهم فرح الإحتفال بعيد مار يوسف البارّ وعيد بشارة العذراء مريم بالحبل بالربّ يسوع.
ونوّه غبطته إلى أنّ "مار يوسف كان باراً بحسب تعبير الإنجيل المقدس، وهو الذي عاش بمحبّة الله ومخافته بالفعل والقول والسلوك في كلّ الظروف، وكان مربّياً للربّ يسوع وحامياً للعائلة المقدسة"، مشيراً إلى أننا "نستعدّ لعيد القيامة المجيدة بالصوم والصلاة كما يطلب منّا الرب الذي صام أربعين يوماً".
وتأمّل غبطته بكلمة "الناموس" التي ذكرها مار بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية، وهي كلمة يونانية تعني القوانين والشرائع، موضحاً أنّ "الذين كانوا يتشبّثون بتطبيق القوانين، كانوا يعتقدون أنهم بذلك يحقّقون إرادة الله، وبولس الذي كان واحداً من هؤلاء، اكتشف دعوته عندما ظهر له يسوع على طريق دمشق وأعلن له أنه سيكون رسولاً له بين الأمم، ويؤكّد بولس أنّ علاقة المؤمن مع الله هي العيش بروح الله وبمخافته، أي أن تكون الشرائع طريقاً يوصلنا إلى الله، لا أن تكون هي الهدف".
وأكّد غبطته أننا "أهل الموعد أي وعد الله لنا بالخلاص الذي تمّمه الرب يسوع، فالذي يحبّ يسوع سيعمل كلّ ما يرضيه"، متناولاً بشارة مريم العذراء بواسطة الملاك التي هي "بدء الخلاص والتدبير الإلهي الذي كمّله الرب يسوع من أجلنا"، متوقّفاً عند "التجاوب والاستسلام الكلّي للعذراء لهذه البشارة بقولها: ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك"، ومعرباً عن افتخار المسيحيين بهذا العيد الذي هو "عيد أمّنا مريم العذراء التي قبلت بشارة الملاك وقبلت الرب يسوع في أحشائها رباً ومخلّصاً، وهي المكرَّمة في العالم كلّه، وفي لبنان حيث أصبح عيد البشارة عيداً وطنياً".
وأشار غبطته إلى أننا "كنيسة سريانية تعاني الكثير بسبب الاضطهادات والفوضى التي حلّت في منطقتنا في الشرق، وبشكل خاص في سوريا وفي العراق، وقد تحمّلت كنيستنا السريانية الآلام والاضطهادات والاقتلاع من أرض الآباء والأجداد، وهذا يذكّرنا بمذابح الإبادة لشعبنا منذ أكثر من مئة سنة"، مشدّداً على أننا "سنظلّ شعب الرجاء مهما عصفت الرياح بنا ومهما اضطهدونا ومهما حاولوا أن يهجّرونا، وسيبقى لبناننا الذي نحبّه كلّنا، وستظلّ ومدينتنا العزيزة زحلة تلك الأرض التي عليها سنثبت متجذّرين".
وفيما هنّأ غبطته الرعية وجميع العاملين فيها "على كلّ ما تعملون وتقومون به كي تبقى رعيتكم مشعّةً بالإيمان والرجاء والمحبّة"، ذكّر غبطته الأهلَ "أنّ واجبهم اليوم أكثر بكثير من السابق، فأمام الأخطار التي يجابهها العالم، سيّما النشء الجديد، يجب أن نعرف أن نضحّي ونهتمّ بتوجيه أولادنا وتربيتهم حتى لو كان ذلك على حساب وقتنا وصحّتنا، فموضوع اهتمامنا بتربية أولادنا مهمّ جداً حتى تكون عائلاتنا على مثال العائلة المقدسة".
وختم غبطته موعظته سائلاً الرب يسوع "أن يجعلنا دائماً، على مثال العذراء مريم ومار يوسف الرجل البار، أقوياء في إيماننا بالرب يسوع، وشهوداً لمحبّته بيننا وبين إخوتنا، حتى أولئك الذين لا يؤمنون بإيماننا".
وفي نهاية القداس، أقيم زيّاح العذراء، ثمّ منح غبطته البركة الختامية.
وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين في صالون الكنيسة، فنالوا بركته الأبوية.
وكان الخوري أنطوان حمزو قد رحّب بغبطته في بداية القداس، وقدّم له التهنئة بمناسبة عيد شفيعه مار يوسف باسم الرعية وأبنائها، مثمّناً زيارته الأبوية وأعماله الجليلة التي ترفع شأن الكنيسة السريانية في لبنان والعالم.
|