في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٧ نيسان ٢٠١٩، أقام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي وصلاة الجنّاز بمناسبة مرور سنة على وفاة المثلّث الرحمات مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي السابق، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    شارك في القداس والجنّاز صاحب السيادة مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، وشمامسة البطريركية، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن سيرة المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن الذي "توفّي منذ عام بعد أن جاهد الجهاد الحسن وخدم الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، إكليريكياً وكاهناً وأسقفاً وبطريركاً"، متناولاً أبرز محطّات حياته وأعماله، ومجدّداً "الثقة بالربّ يسوع الذي هو ربّ الحياة وهو القيامة، لكي يضمّ المثلّث الرحمات إلى أصفيائه وقدّيسيه في ملكوته السماوي".

    وتكلّم غبطته عن مناسبة هذا اليوم وهو الأحد السادس من زمن الصوم الكبير المقدس، والأخير من آحاد الصوم، والذي يسبق أحد الشعانين، وفيه تذكر الكنيسة السريانية أعجوبة شفاء يسوع للأعمى طيما برطيما، منوّهاً إلى أنّ الطقس السرياني قد خصّص آحاد الصوم لاستذكار أعاجيب الرب يسوع، ومتأمّلاً بالأعمى الذي كان يتسوّل، فلمّا سمع بمجيء يسوع بدأ يصيح "يا ابن داود ارحمني"، وإذ انتهره الناس ليسكت ازداد صياحاً، معرباً بذلك عن إيمانه بأنّ يسوع قادر أن يشفيه، فنال مبتغاه.

    وأشار غبطته إلى أنّ "هذه الأعجوبة تشجّعنا وتشدّدنا كي نجدّد إيماننا بالرب مهما كانت صعوباتنا ومعاناتنا، شخصية، عائلية، في المجتمع، في المنطقة، فالرب يعرف خيرنا أكثر ممّا نتصوّر، وهو لن يهملنا البتّة"، ومؤكّداً أنّ "دعوتنا هي أن نعمل إرادة الله ونطيعه ونقدّس نفوسنا ونشهد للرب بين إخوتنا فيتقدّسوا".

    وفي ختام موعظته، تضرّع غبطته إلى الله كي "يجعل أخانا المثلّث الرحمات مار اغناطيوس بطرس في عداد الأبرار والصدّيقين"، سائلاً إيّاه تعالى "كي يؤهّلنا أن نكمل مشوارنا في هذا الصوم المبارك حتى نفرح معاً بقيامة الرب يسوع"، وطالباً منه "أن يباركنا وعائلاتنا حتى نكون شهوداً لمحبّته وسلامه في العالم".

    وقبل نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك صلاة جنّاز البطاركة الراقدين راحةً لنفس المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد.

    رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي مع الأبرار والصالحين والوكلاء الأمناء الحكماء. وليكن ذكره مؤبَّداً.