في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء ٧ أيّار ٢٠١٩، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة إلى دير مار أفرام السرياني، وهو مقرّ أبرشية هولندا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، في مدينة لوسر - هولندا، يرافقه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس جبرائيل عطالله.
بدايةً، استُقبِل غبطته من قبل نيافة المطران مار بوليكاربوس أوكين أيدين النائب البطريركي لأبرشية هولندا السريانية الأرثوذكسية، والآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة.
دخل غبطته بموكب حبري مهيب إلى كاتدرائية العذراء مريم في الدير، فيما الإكليروس ينشد نشيد استقبال رؤساء الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمّ بسلام أيّها الراعي الصالح). ثمّ ترأّس غبطته صلاة الرمشو (المساء)، وفي نهايتها منح البركة الأبوية.
وألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة باللغة السريانية، عبّر فيها عن عميق فرحه بزيارة دير مار أفرام وبلقاء الإخوة الأحبّاء والأبناء الروحيين للكنيسة السريانية الأنطاكية المقدسة الواحدة، مجدّداً التأكيد أنّنا شعب واحد يحمل تراثاً واحداً وحضارةً واحدةً ومزيَّن باللغة السريانية التي تباركت بفم ربّنا يسوع وأمّه مريم وتلاميذه الرسل القديسين.
كما وجّه غبطته تحيّة محبّة أخوية وسلام إلى قداسة أخيه مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والذي تربطه به أخوّة متينة ومحبّة وتعاون، شاكراً نيافة المطران أوكين أيدين على دعوته وعلى محبّته، مستذكراً أيضاً الطيّب الذكر المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس عيسى جيجك الذي كان داعماً ومؤازراً لانطلاقة خدمة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في هولندا، ومثنياً على ما يقوم به نيافة المطران أوكين أيدين من مساندة في هذا الإطار بمحبّة أبوية.
وختم غبطته كلمته شاكراً الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة الحاضرين، ومتضرّعاً إلى الله كي يباركهم جميعاً ويبارك أبرشية النيابة البطريركية في هولندا، ويحفظ الجميع بالصحّة والعافية والنجاح.
وردّ نيافة المطران أوكين أيدين بكلمة باللغة السريانية رحّب فيها بغبطته، معرباً عن فرحه وبهجته ومعه إكليروس أبرشيته باستقبال غبطته القادم من لبنان المبارك الشامخ بأرزه على ما يذكر عنه الكتاب المقدس، منوّهاً بالعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع الكنيستين السريانيتين الشقيقتين اللتين تتشاركان التاريخ واللغة والشعب الواحد.
وثمّن نيافته زيارة غبطته الأبوية، مقدّراً ما يبذله من جهود مضنية في سبيل رعاية أبناء الكنيسة المنتشرين في كلّ مكان شرقاً وغرباً، وطالباً بركته الرسولية له ولأبرشيته إكليروساً ومؤمنين.
بعدئذٍ انتقل غبطته والمطران أوكين والإكليروس إلى مدافن الأحبار والكهنة والشمامسة في فناء الكاتدرائية، حيث أقام غبطته تشمشت (خدمة) الأحبار والكهنة الراقدين أمام ضريح المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس عيسى جيجك مطران أوروبا الوسطى، والراقدين من مطارنة وكهنة وشمامسة. ثمّ جال غبطته على معرض الكتب المخطوطة بيد المثلّث الرحمات، ودوّن كلمة في السجلّ الذهبي للدير أعرب فيها عن فرحه بزيارة الدير ومحبّته لنيافة راعي الأبرشية والإكليروس والمؤمنين.
وبعد جولة في أرجاء الدير الواسع والمترامي الأطراف، أقام غبطته تشمشت (خدمة) الموتى المؤمنين أمام مدافن الراقدين من العلمانيين من أبناء الأبرشية في فناء ساحات الدير.
وحلّ غبطته ضيفاً على نيافته، حيث دارت الأحاديث الودّية العابقة بالمحبّة، وتناولت تاريخ الكنيسة السريانية وآبائها. وقدّم نيافته إلى غبطته بعض الكتب والمطبوعات السريانية من منشورات الدير، وسط جوّ من الفرح الروحي، فيما الكهنة والشمامسة يرنّمون ترانيم ومختارات من الطقس السرياني.
ثمّ غادر غبطته والوفد المرافق مودّعاً من نيافته والإكليروس كما استُقبِل بمجالي المحبّة والإكرام.
|